6 اتفاقيات حصاد 72 ساعة قضاها "السيسي" في الصين.. ومحللون: الزيارة"تنفيذية" بالدرجة الأولى.. وننتظر نقلة اقتصادية كبيرة

* محللون:
* وزير الخارجية الأسبق:
* زيارة السيسي للصين "تنفيذية" وأدت الغرض
* خبير اقتصادي:
* نقلة اقتصادية تنتظر مصر بعد اختتام "الرئيس" و"مميش" لجولتهما في الصين
* خبير سياسة دولية:
* السيسي حقق الهدف من جولته في شرق آسيا
* حجم الاستثمارات الصينية فى مصر نحو 480 مليون دولار
ترأس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى وفدا حكوميا فى زيارته إلى الصين التي بدأت منذ ثلاثة أيام، أجرى خلالها عدة لقاءات مع مؤسسات حكومية ومستثمرين.
وكان من أبرز الاتفاقيات التي تم توقيعها، اتفاقية القطار الخفيف الكهربائى القاهرة الذى يربط بين مدينة القاهرة والعاشر من رمضان وبلبيس فى مرحلة لاحقة، فضلا عن مشروع رفع كفاءة شبكة نقل الكهرباء المصرية، كذلك اتفاقية تنمية محطة كهرباء عتاقة.
ومن المتفق عليه أن يقوم بنك التنمية الصينى بتقديم قرض قيمته 100 مليون دولار إلى البنك الأهلى من أجل تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى 30 مليون دولار من وزارة التجارة الصينية لتمويل أجهزة الاستشعار عن بعد والخاصة بالأقمار الصناعية.
وكان الجانبان المصرى والصينى وقعا عددا من مذكرات التفاهم بالأحرف الأولى، خلال اجتماع اللجنة الفنية لرفع القدرات الإنتاجية الذى عقد فى يونيو 2015 بالقاهرة، واتفقا على تحديث اتفاقيتى حماية وتشجيع الاستثمار بين البلدين (الموقعة عام 1994)، ومنع الازدواج الضريبى (الموقعة عام 1999).
وكان اجتماع حدد قائمة بالمشروعات الاستثمارية ذات الأولوية بين البلدين وتصل إلى 15 مشروعا، بالإضافة إلى تحديد الجدول الزمنى لمتابعة التعاون المشترك بين البلدين لتنفيذ المشروعات.
ويبلغ إجمالى حجم الاستثمارات الصينية فى مصر نحو 480 مليون دولار، ويصل عدد الشركات الصينية العاملة داخل السوق المصرية إلى 1231 شركة فى القطاعات الصناعية، والخدمات التمويلية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والقطاعات الأخرى.
"كذلك تنسيق بين وزارة التعاون الدولى والحكومة الصينية لتنفيذ ما يقرب من 150 برنامجا تدريبيا سنويا، بهدف تنمية الكوادر الحكومية فى المجالات المختلفة، كما تقوم الحكومة الصينية بتقديم برامج تدريبية متخصصة بهدف نقل الخبرة التنموية الصينية المتخصصة للجانب المصرى فى مختلف المجالات"، بحسب الوزير.
وحول تقييم الزيارة وحصادها في عيون المحللين، قال السفير حسين هريدي، وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للصين كانت بمثابة تنفيذ الاتفاقيات السابقة، والتي تم الاتفاق عليها منذ الزيارة الأولى له إلى بكين.
وأضاف هريدي، في تصريحات ل"صدى البلد"، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في عيد النصر في الحرب العالمية الثانية ال70 شرفا يليق بعظمة مصر بين الدول، كذلك الاتفاق على قرض لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر يشجع الاستثمار بأيدي الشباب المصري كذلك يقضي على البطالة.
وتابع: "الاتفاقيات على إجراء مناورات عسكرية بين الجيشين المصري والصيني أمر جيد ويصب في مصلحة الجيش بالدرجة الأولى".
ومن جانبه، أكد الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين موفقة في عديد من الاتفاقيات الموقعة، والتي تهدف لاستراتيجية تنمية جديدة على جميع المستويات، مشيرا إلى أن خبرة الصين وتقدمها في مجال الشحن البحري والموانئ جعلت الرئيس يصطحب معه رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، من أجل توقيع اتفاقيات تخدم هذا المجال في مصر.
وقال عبده، في تصريحات ل"صدى البلد"، إن الرئيس قام بالتوقيع على اتفاق القرض من أجل تمويل المشروعات الصغيرة يعني أن هناك اعتزاما لإنشاء وزارة تهتم بالمشروعات الصغيرة، كذلك يعني تقليص البطالة وتشجيع الشباب على إقامة المشروعات والاستثمار.
وأضاف: "اتفاقية المترو الجديد الذي يربط بين القاهرة والعاشر من رمضان، كذلك توقيع اتفاقية المشاركة الصينية في بناء العاصمة الإدارية الجديدة، أيضا اتفاقية الاستثمارات الصينية في مصر والتي قدرت ب20 مليار جنيه جميع هذه الاتفاقيات تهدف لبناء استراتيجية تنموية لمصر".
وفي سياق متصل، أكد الدكتور محمد السعدني، الكاتب والمحلل السياسي وخبير السياسة الدولية ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم، أن الهدف من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لسنغافورة والصين وإندونيسيا، هو عقد رؤية استراتيجية جديدة لتكون مصر شريكة مع العالم في نهضته وتنميته، وقال: "أعتقد أن الهدف تحقق".
وقال السعدني، في تصريحات ل"صدى البلد"، إن الاستفادة من التجربة السنغافورية في تحلية المياه والاتفاق على إنشاء محطات كهربائية تكون رؤية استراتيجية جديدة في مجال الطاقة، كذلك المحطة النووية والقطار الكهربائي وتنوع مصادر الأسلحة بين روسيا والصين وفرنسا يعطي إشارة بأن السيسي يريد أن تكون القرارات الاستراتيجية المهمة من القاهرة.
وأضاف: "الاتفاقيات الموقعة حول تنمية محور قناة السويس، وكذلك القرض المقدر ب100 مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والمشاركة في بناء العاصمة الإدارية الجديدة، ورفع كفاءة الطاقة الكهربائية، جميعها أهداف اقتصادية ولكن لها قوة استراتيجية كبيرة سعى إليها السيسي كثيرا".