أفادت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، اليوم الجمعة، بأن 5ر1 مليار شخص يعيشون في دول متأثرة بالنزاعات من بينهم 40% من الشباب، لافتة في الوقت ذاته إلى أن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف الجماعات الإرهابية ارتفع خلال الفترة من منتصف 2014 وحتى مارس 2015 بنسبة 70% (غالبيتهم من الشباب). ودعت بوكوفا - في كلمتها أمام المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن الذي انطلقت أعماله اليوم في الأردن ويستمر لمدة يومين - إلى ضرورة دمج الشباب وليس إقصاؤهم حتى يشعروا بأنهم جزء من هذا العالم وأنهم بناة للسلام ومحدثون للتغيير. وشددت على ضرورة تركيز الأجندة التنموية الجديدة على الشباب لحماية الإرث الإنساني ومحاربة الأفكار الساعية للترويج للكراهية، فيما وجهت كلامها للشباب الحاضرين قائلة "إن اليونسكو تقف معكم لأنكم قادة المستقبل والعالم يحتاج إلى صوتكم". ومن جهته..وجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كلمة للشباب المشاركين في الملتقى قائلاً "إن التحديات الراهنة تؤكد أن العالم الذي سترثونه ليس مثاليا وأنا على يقين بأنكم مستعدون لمواجهة هذه التحديات ، فأنتم جيل مترابط ولديكم مهارات القيادة والقدرة على مواجهة المستقبل واتخاذ الخيارات الجديدة". ودعا كيري الشباب في مختلف أنحاء العالم للاقتداء بالأمير الحسين بن عبدالله الثاني من أجل العمل معا خلال السنوات القادمة..مطالبا بضرورة الاستماع إلى الشباب وعدم التقليل من أهمية العمل الجماعي..محذرا من أن العنف يأتي بعنف أكبر منه. وبدوره..أكد أحمد الهنداوي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب على أنه لا سلام بدون تحقيق تنمية حقيقية واستثمار بالشباب، خاصة وأن هناك حوالي 600 مليون شاب في مناطق نزاعات وأوضاع أمنية هشة الأمر الذي يحتم على المجتمع الدولي كافة أن يوليهم عناية خاصة وأن يركز عمله على قضاياهم. وقال إن الأممالمتحدة لديها ثلاثة محاور رئيسية في العمل وهي : التنمية وحقوق الإنسان والأمن والسلام، وتاريخيا تم إدماج الشباب في محوري حقوق الإنسان والتنمية، إلا أن الجانب الذي لم يشهد مشاركة كبيرة منهم هو الأمن والسلام لأنه دائما ما كان ينظر إلى هذا المحور على أنه قضية تتعلق بمجلس الأمن وبقضايا سياسية وأمنية واستخباراتية لذا فلم يتم إدماجهم فيه. ونوه الهنداوي بأن هناك الآلاف من الشباب الذين يتابعون أعمال المنتدى عبر شبكة الإنترنت، معربا عن تمنياته بأن يصل (إعلان عمان) إلى مجلس الأمن الدولي من أجل تبنيه. وفي السياق ذاته..تحدث عدد من الشباب في مناطق النزاعات عن مسيرتهم العملية وتجاربهم الشخصية، من بينهم الشابة آلاء توتنجي (سورية) حيث أكدت على أن هناك الكثير من الشباب السوري يريدون سلاما خاليا من العنف والكراهية ودعما وحماية لهم كي يتحقق السلام ، فهم الوحيدون القادرون على إنقاذ بلدهم. أما فيكتور أوتشن مؤسس شبكة مبادرة الشباب الأفريقي (أوغندا)..فقد استعرض تجربته قائلا "لقد ولدت في مكان شهد حروبا ونشأت في مخيمات مخصصة للنازحين وأمضيت فيها 21 عاما ، وكنت متخوفا وبشكل كبير من أن يتم اختطافي أو تعذيبي أو أصيب بأية أمراض .. لقد أمضيت 7 سنوات من طفولتي وأنا أتناول وجبة واحدة يوميا مثل غيري في كثر من مناطق النزاعات .. لا تعليم ، لا أمن ومع ذلك فقد كافحت للحصول على تعليمي وقاومت أي شيء يعترض مسيرتي في حمل وتحقيق مفهوم السلام". وأضاف أوتشن "لم أحمل سلاحا في يوم من الأيام لأنني عملت فقط من أجل السلام ، وهو ما جعل نظرائي الجائعين يظنون أن عملي هذا يعد خيانة لهم ، إلا أنني كنت على قناعة تامة بأن الإنسان يجب أن يكون بانيا للسلام". وتابع "التقيت شابا أقدم على حرق مخيمي ، التي نشأت فيه واختطف هو وآخرون أناسا من بينهم أخي ، ومع ذلك عندما تعاملت معه لم أفصح له عن شخصيتي وقررت أن أوظف دوري للسلام ، حيث شكلت وقبل 10 سنوات منظمة شبكة مبادرة الشباب الأفريقي لحشد الشباب ليكونوا بناة للسلام ولا يتم استقطابهم أو تجنديهم". وقال "إن هدفنا هو أن يكون لدينا مجتمع شامل ، وأن نحشد الشباب في لجان المصالحة والسلام وتقديم الدعم لضحايا العنف والتعذيب"..مشيرا إلى أن الفعل رشحه لجائزة نوبل للسلام في 2015. أما بريندا توريس جارسيا عضو مجلس وطني بالحركة الوطنية للأطفال (كولومبيا) فقالت "إننا نكافح كشباب ونفتخر بأن لنا دورا في بناء السلام وتغيير القوانين ، ولدينا مبادرات لتحسين الوضع الصحي والتعليمي ، ونحاول استغلال القدرات الشبابية". وأضافت جارسيا قائلة "نرفض العنف أو عدم المساواة الدينية أو العرقية ، ونحاول أن يكون المجتمع متساويا وأن تسود قيم الاحترام ، فرسالتنا هي رسالة سلام وحب إلى جميع أنحاء العالم".