أكد الدكتور محمد فرج أبو النور، الكاتب والمحلل السياسي والخبير في الشئون الإيرانية، أن دعوة طهران لإجراء حوار مع دول التعاون الخليجي، مجرد ضجيج بعد عقد طهران الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى، خاصة بعد ما قدمه لها هذا الاتفاق من مكاسب استراتيجية، بغض النظر عن التنازلات التي اضطرت لتقديمها. وقال "أبو النور"، في تصريح ل"صدى البلد": "إيران تحاول حمل دول الخليج العربي على الإقرار بنتائج الاتفاق النووي، الذي تنظر إليه الدول الخليجية بتخوف كبير، خاصة في ضوء ما يتردد على نطاق واسع من إعادة لصياغة العلاقات الأمريكيةالإيرانية بطريقة تسند فيها واشنطن أدوارا قيادية أوسع لإيران في المنطقة على حسان الأمن القومي العربي". وأضاف أنه حتى تكون دعوة إيران جادة وتلقى صدى لدى دول مجلس التعاون الخليجي، فلابد أن تقدم إيران الأدلة على نواياها الحسنة تجاه دول الخليج العربي، وأول ما ينبغي أن تبرهن به إيران على نواياها الحسنة هو التزامها بعدم التدخل في اليمن ووقف دعمها للحوثيين وحليفهم على عبدالله صالح ضد السلطة الشرعية، وقف مساعيها للهيمنة الاستراتيجية على مضيق باب المندب، وكذلك احترام سيادة دولة الإمارات العربية على جذورها الثلاث، فضلا عن التعهد بعدم القيام بأي أنشطة تحريضية على أساس طائفي في أي بلد من بلدان الخليج العربي. وتابع، الخبير في الشئون الإيرانية: "إذا برهنت إيران على حسن نواياها لفتح صفحة حوار مع دول مجلس التعاون الخليجي، فسيكون هناك أساس جدي للتفكير في الاستجابة لدعوتها للحوار، علما بأن الدول العربية معنية بتخفيف التوتر في منطقة الخليج العربي والشرط الأوسط بصفة عامة، ولكن لن يكون هذا على حساب أمنها القومي". وكانت إيران أعلنت أنها اقترحت إجراء محادثات مع دول مجلس التعاون الخليجي في شأن جميع القضايا المطروحة، لوضع أسس جديدة للعلاقات العربية – الإيرانية، بما يضمن إعادة الأمن والهدوء إلى المنطقة.