* الأسطول البحري المصري: * السابع عالميا والأعرق في الشرق الأوسط وأفريقيا * تأسس في عصر ماقبل الأسرات و"سفينة خوفو" خير دليل * استعرض فنونه في حرب الاستنزاف ودمر "إيلات" * حاصر إسرائيل في باب المندب في حرب أكتوبر * حافظ على باب المندب من سيطرة الحوثيين في مارس 2015 ما هي إلا 6 أيام وترقص الفرقاطة "تحيا مصر" من طراز "فريم" الفرنسية في عرض قناة السويس الجديدة لتشارك في الافتتاح الكبير الذي سيشهده العالم كله، فقد تسلمتها مصر أخيرا من فرنسا صباح أمس، الخميس، ودخلت الخدمة في الأسطول المصري العريق بالفعل منذ تلك اللحظة، وهو ما يقودنا لمعرفة المزيد عن ساح الدفاع البحري المصري المتمثل في قواتها البحرية وأسطولها العظيم، السطور التالية ترصد القصة: القوات البحرية المصرية.. أحد أفرع القوات المسلحة المصرية، ومن أكبر وأعرق الأسلحة البحرية في العالم، تعتبر الأقوى في الشرق الأوسط وأفريقيا، والسابعة عالميا من حيث عدد السفن. مهامها تشمل حماية أكثر من 2000 كيلومتر من الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وكذلك تأمين سلامة الملاحة في قناة السويس، وتقديم الدعم لعمليات الجيش. والتقسيمات التنفيذية الرئيسة للبحرية هي المدمرات، الفرقاطات، الغواصات، مكافحة الألغام، والقوارب الصواريخية، وزوارق الدورية، وتعتمد على سلاح الجو للاستطلاع البحري والحماية ضد الغواصات ولواء الوحدات الخاصة البحرية المصرية. أسطول له تاريخ البحرية المصرية لها تاريخ عريق، منذ عصر ما قبل الأسرات، فقد ظهرت لها صور تمثل سفن على الأواني الفخارية لحضارة نقادة، كما كان المصريين القدماء بناة للأهرام في عصر الدولة القديمة كانوا في ذات الوقت بناة لبوارج كبيرة وصلت لسواحل لبنان ووصلت لنا منها نماذج سليمة مثل سفينة الملك خوفو المحفوظة في متحف مراكب الشمس بجانب الهرم الأكبر في الجيزة. وفي عصر الدول الحديثة، قامت الملكة حتشبسوت ببناء أسطول ضخم لحملة إلى بلاد بونت قرب منطقة القرن الأفريقي، كما كانت للبحرية المصرية القديمة دور بارز في حروب رمسيس الثالث مع شعوب البحر المتوسط. وفي العصر البطلمي كان للأسطول المصري دور مهما في دعم قوى روما المختلفة في صراعاتها على السلطة، بينما في العصر الروماني كانت مصر تابعة لروماوالإسكندرية قاعدة مهمة للأسطول الروماني، بحسب المصادر التاريخية. وفي العصر العربي، شارك الأسطول المصري مع العربي في معركة "ذات الصواري" وما تلتها من معارك ومحاولات بيزنطة للاستيلاء على مصر أو مدنها الساحلية، حيث كانت مصر قاعدة مهمة للأسطول العثماني في العصر العثماني واشترك الأسطول المصري في حروب الدولة العثمانية البحرية في البحر المتوسط من الإسكندرية وفي البحر الأحمر وخليج العربي والمحيط الهندي حتى إندونيسيا من قاعدته في السويس. وفي العصر الفاطمي صد الأسطول المصري هجمات صليبية واستمر في مقاومة حملاتها في العصرين الأيوبي والمملوكي. وبدأ بناء الأسطول المصري الحديث في عصر محمد علي باشا الذي حارب أساطيل الدولة العثمانية والدول الأوروبية ولم تستطع الانتصار عليه إلا باتحاد أساطيل الدول الأوروبية الأخرى مثل إنجلتراوفرنسا في معركة نافارين باليونان. في حرب الاستنزاف شهدت الفترة التي تلت حرب يونيو 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970، واستطاعت البحرية المصرية أن تطبق أسس فنون الحرب البحرية خلال فترة الاستنزاف تطبيقا سليما حقق الهدف من استنزاف البحرية الإسرائيلية. واستغلت إسرائيل قوة الردع المتيسرة لديها والمتمثلة في تفوقها ومدفعيتها الرابضة على الضفة الشرقية للقناة، مهددة مدنها في انتهاك المياة الإقليمية المصرية في البحرين المتوسط والأحمر، واضعة في اعتبارها عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك. ومن هذه الأعمال الاستفزازية دخول المدمرة "إيلات" ومعها زوارق الطوربيد من نوع جولدن، ليلة 11/12 يوليو 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد، وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت "إيلات" على الزوارق وابلا من النيران ولم تكتف بذلك بل استمرت في العربدة داخل المياه الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 في تحد سافر، مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغا للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة إيلات، وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بورسعيد لانشين من صواريخ "كومر" السوفيتية وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها، كما أعدت بقية القطع البحرية في القاعدة كاحتياطي. ولانش الصواريخ "كومر" السوفييتي مجهز بصاروخين سطح/سطح، من طراز "ستيكس"، تزن رأسه المدمرة واحد طن، وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ تمت في القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف. هجم اللانش الأول على جانب المدمرة مطلقا صاروخه الأول فأصاب المدمرة إصابة مباشرة وأخذت تميل على جانبها فلاحقها بالصاروخ الثاني الذي أكمل إغراقها على مسافة تبعد 11 ميلا بحريا شمال شرقي بورسعيد وعليها طاقمها الذي يتكون من نحو مائة فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها في رحلة تدريبية. القوات البحرية في حرب أكتوبر قبيل حرب أكتوبر قام لواء الوحدات الخاصة للقوات البحرية بسد فتحات النابلم في قناة السويس، وهاجم المواقع البترولية والحفارات البحرية في منطقة "أبو رديس" و"بلاعيم"، وكانت هذه المنطقة تضم حفارات بترول مصرية إيطالية ضخمة تعمل في أكبر بئرين للبترول، وبعد النكسة استغلت إسرائيل هذه الحفارات وبدأت في استخراج البترول ونقله إلى إسرائيل فطلب الرئيس السادات نسف هذه الحفارات والمنطقة كلها ونجحت القوات البحرية في ذلك. وفي مضيق باب المندب، فرضت البحرية المصرية حصارا على إسرائيل لاعتراض أي سفينة إسرائيلية. في باب المندب 2015 ظهر بقوة دور الأسطول البحري المصري في الأزمة الكبيرة التي تعرض لها باب المندب التابع، والذي يعد نفسه البوابة الجنوبية لقناة السويس، فالقوات البحرية التابعة لتحالف «عاصفة الحزم » - الذي تشكل لمواجهة خطر الحوثيين باليمن - أجبرت سفنا حربية إيرانية على الانسحاب من منطقة مضيق باب المندب الاستراتيجي، بعد محاولة فاشلة لإعاقة تقدم 4 قطع بحرية مصرية من الوصول إلى باب المندب، وكان ذلك نهاية مارس الماضي. الفرقاطة فريم أحدث "عضو" في الأسطول البحري المصري الدفاعي، بعد أن تسلمتها مصر رسميا من فرنسا في التاسعة والنصف من صباح أمس، الخميس، ودخلت الخدمة فى صفوف القوات البحرية المصرية تحت مسمى "تحيا مصر". ومن المقرر أن تحتفل القوات البحرية، اليوم، الجمعة، بانضمامها كأحدث الوحدات البحرية إليها، وسيتم رفع العلم المصرى عليها لإعلان دخولها الخدمة، ومشاركتها فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة. الفرقاطة الأوروبية ذات المهام المتعددة "فريم" هي مشروع مشترك بين فرنسا وإيطاليا، أهم ما يميزها الاستقلالية الكبيرة في قطع المسافات، وهذه الميزة تجعلها من الفرقاطات التي تصل إلى ما يسمى عسكريا المياه الزرقاء، وفي الوقت نفسه قدرتها الفائقة على حمل صواريخ ذات فعالية عالية جدا مثل صواريح استر لدفاع الجوي وصواريخ ايكزوسيت الفرنسية ذات مدى كبير، وهي صواريخ شهيرة استعملت في تدمير سفينة حربية بريطانية من طرف الأرجنتين في حرب المالوين إلى جانب طربيدات لحرب الغواصات وظهرت الفرقاطة لأول مرة عام 2007 في فرنسا، ودخلت الخدمة الرسمية لدى البحرية الفرنسية عام 2012 ويوجد منها 3 فئات، الأولى لمكافحة الغواصات والثانية للدفاع الجوي والأخيرة للأغراض العامة، وقد طلبت البحرية الفرنسية من الشركة المُصنعة 8 فرقاطات، منها 6 لأغراض مكافحة الغواصات، واثنتان لأغراض الدفاع الجوي، وقد استلمت فرنسا 3 قطع حتى الآن، ودخلت أول فرقاطة الخدمة رسميا في نوفمبر2012