هي دولة عربية شقيقة ولكن مواقفها تتغير للأسف بتغير من يتولى شأنها وأمورها، ولا عجب شأنها شأن الكثير من الدول العربية والإسلامية، بل ودعونا نقول إن هذا شأن دول العالم الثالث بكل صراحة ووضوح إلا قليلا. وكنت أتمنى بعد استعار النار المشتعلة فى المنطقة العربية أن يكون هناك رشد ووعى سياسى وإدراك منا جميعا حكاما ومحكومين لأبعاد ما يحيك من أخطار للأمن القومى العربى، ولكن يؤسفني أن أقول إن قليلا هم من يعقلون والحكام العرب كل واحد يدير الأزمة حسب رؤيته ولا أحد يريد أن يضع يده فى يد الآخر، وجميعهم يكتفى بالعبارات الدبلوماسية، ولو خرجوا بعيدا عن دائرة النار المشتعلة فى المنطقة العربية لوجدوا أن النار انتقلت من حديقة البيت العربى للداخل، بل إن النار أمسكت بالفعل بملابسنا ولكن ندعى أنها بعيدة عنا. أيها الناس.. أيها الحكام العرب.. يا سادة.. إن الأمم تتكالب علينا أفلا تبصرون.. ألم نتعلم من دروس الزمان والمكان والتاريخ ونعرف أن الشر كل الشر هو أن يتحالف أى نظام عربى مع جماعة الإخوان وحلفائهم، وأنه من الوهم أن تصدق هذه الدولة الشقيقة أنهم قادرون على وقف المد الشيعى. سيدى الحاكم العربى.. إن الرئيس الأسبق الإخوانى فى مصر كان يعد لدخول مصر فى علاقة قوية استيراتيجية وفتح السياحة الدينية فى مصر لمئات الآلاف من السياح الشيعة الإيرانيين، وقام بزيارة إيران وسمح بزيارة الرئيس الإيرانى لمصر، كل هذا لا يوضح أن الجماعة الإرهابية وحلفاءها يمكنهم لأجل مصلحتهم ولحبهم للحكم يمكنهم أن يتحالفوا ولو مع الشيطان الرجيم. إن الاعتقاد أن جماعة الإخوان وحلفاءهم يمكن أن يكون لهم دور أو سهم فى إنقاذ الأمن القومى العربى هو واهم واعتقاد غير صحيح لأن تاريخ تلك الجماعة ملوث وبدايته كانت مع المخابرات البريطانية، وهم الآن مع أكثر من جهاز مخابرات وكلها أجهزة تسعى للنيل من وحدة الأمة العربية وأمنها واستقرارها، ومن هذه الأجهزة المخابرات التركية والأمريكية والإيرانية. سيدى الحاكم العربى.. أتفهم تخوفاتكم من الاتفاق النووى الإيرانى لأن بنوده الخفية أكثر بكثير من البنود التى أعلنت، لكن ليس الحل فى أن تحل المشكلة بمشكلة، وأن تختار طريقا قد يساهم فى حالة اانقسام العربى. إن مصر قدرها الآن أن تلملم الأوضاع العربية المنقسمة فى أسرع وقت ممكن، وأتمنى من الرئيس عبد الفتاح السيسى شخصيا أن يبدأ والآن فى جولة عربية سريعة، خصوصا لدول الخليج العربي، لوضع تصور عربى موحد تجاه الاتفاق النووى الإيرانى ووضع استراتيجية موحدة لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه الشعوب العربية والإسلامية بدلا من أن نواجهها فرادى. أرى فى القريب العاجل مزيدا من التفتيت والانقسام لبعض الدول العربية للأسف لأنها اختارت السير وحدها وظنت أنها تحسن صنعا.. وأخيرا أحب أن أقول إن الذئب دائما ما يأكل القصية.. حمى الله مصر وشعبها وكل الشعوب العربية والإسلامية.