أكدت المحكمة الجنائية الدولية أن ليبيا "ملزمة" بالتعاون معها وتسليمها سيف الإسلام القذافي، وأعلنت عن إرسال مدعيها إلى طرابلس للبحث في مصير نجل الزعيم السابق مع السلطات الليبية الجديدة. وقال فادي العبد الله الناطق باسم المحكمة إن السلطات الليبية ملزمة التعاون مع المحكمة بما في ذلك فيما يتعلق باعتقال وتسليم سيف الإسلام إلى المحكمة مشيرا إلي إمكانية إجراء المحاكمة في ليبيا إذا رأت الحكومة الليبية ذلك بشرط أن تطلب من المحكمة ألا تقبل القضية في لاهاي وفقا لمبدأ التكامل، وبموجب هذا المبدأ، لا يمكن للمحكمة الدولية ملاحقة مرتكبي عمليات الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب إلا عندما يكون قضاء البلد المعني لا يريد أو غير قادر على إجراء تحقيق أو ملاحقات، كما أوضح أنه يجب أن تجري الإجراءات في ليبيا على أساس الاتهامات نفسها المدرجة في مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. من جهتها، قالت فلورانس اولارا المتحدثة باسم مكتب مدعي المحكمة إن مدعي المحكمة الجنائية الدولية "سيتوجه إلى ليبيا الأسبوع المقبل في إطار جهود التعاون مع السلطات الليبية". وأوضح العبد الله أنه "يجب إن يدرس القضاة الطلب الليبي ويبتوا في إمكانية إجراء المحاكمة في ليبيا"، مشيرا إلى انه في هذه الحالة "، وتابع "ليست هناك قواعد محددة لمهلة تسليم سجين أو لتقديم طلب برد القضية وكل قضية تدرس على حدة". وأكد اوانا لينغسكو الناطقة باسم حلف شمال الأطلسي أن الحلف "يثق" بالسلطات الليبية وبالمحكمة الجنائية الدولية لإحقاق العدل "من اجل بناء ليبيا على أساس دولة القانون واحترام حقوق الإنسان"، على حد قول الحلف. أكدت الولاياتالمتحدة انه على السلطات الليبية ان تعامل سيف الاسلام القذافي "بطريقة انسانية". وقالت الخارجية الامريكية انه يجب ان يخضع لمحاكمة عادلة. وأعلن رئيس الحكومة الانتقالية الليبية السبت أن سيف الإسلام سيحظى ب"محاكمة عادلة وسيحظى بالحقوق التي يرعاها القانون وهي الحقوق التي حرم منها شعبنا طيلة اربعة عقود". واكد أن النظام القضائي الليبي سيتصل بالمحكمة الجنائية الدولية للنظر في المكان الذي سيحاكم فيه سيف الاسلام. واصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 27 يونيو مذكرة توقيف دولية بحق سيف الاسلام القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية كما اتهمته بلعب "دور اساسي في تنفيذ الخطة" التي اعدها والده "لقمع" الانتفاضة الشعبية "بكل الوسائل". وكان سيف الاسلام آخر ابناء معمر القذافي الفارين في ليبيا بعد مقتل ثلاثة من اخوته خلال النزاع وهم سيف العرب في قصف حلف شمال الاطلسي في ابريل وخميس في معارك بعد سقوط طرابلس نهاية اغسطس والمعتصم بعد اعتقاله في سرت. ولجأ بقية ابناء القذافي الى بلدين مجاورين، محمد وهانيبال وعائشة مع ارملته صفية الى الجزائر والسعدي الى النيجر.