أكد الخبير في شئون الحركات الإسلامية طارق أبو السعد أن المرشح الرئاسي السابق المنشق عن تنظيم الإخوان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح كان من "أبرز تلاميذ القيادي الإخواني عمر التلمساني الذي كان يرغب في استخدام اسم الجماعة ومؤسسها حسن البنا في إنشاء تيار عريض يجمع بين جميع التيارات الإسلامية تحت أفكار جديدة أكثر مواكبة للعصر وتماهيا مع السلطة الحاكمة من أفكار حسن البنا". وقال أبو السعد: "لكن في السبعينيات من القرن الماضي تم إقصاء التلمساني وأفكاره، وعادت الجماعة لأفكار البنا وسيد قطب، حيث الميل للعنف وحمل السلاح"، موضحًا أنه "إن كان هناك أي اتفاق بين أبو الفتوح والجماعة فسيكون ذلك من خلال التنظيم الدولي وليس الجماعة في مصر، خاصة أن هناك خلافات قوية بين أبو الفتوح وقيادات الجماعة في مصر، بما يضع احتمالية التنسيق بينه وبين الجماعة أمراً مستحيلاً في الوقت الراهن". وأضاف: "فصل أبو الفتوح من الجماعة عندما رغب في الترشح لرئاسة الجمهورية كان سببه أنه لم ينتظر قرار الجماعة وليس لأنه معارض لأفكار أو توجهات الجماعة ولكن كان له مقدمات أخرى، من بينها خروج أبو الفتوح من مكتب الإرشاد في انتخابات الجماعة الشهيرة في العام 2009 بعد أن كان يمني نفسه بدور مهم في الجماعة، خاصة أنه كان من أصغر الأعضاء سنا في مكتب الإرشاد، ورغم كل تلك الأحداث التي لا تعني إلا أن الجماعة لفظت أبو الفتوح ولم يعد له أي دور تنظيمي داخلها، فإن أجيال الشباب أصبحت تنظر له على أنه انقلب على شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي، وفق رؤيتهم، وأنه صمت على ثورة 30 يونيو 2013". وأكد أبو السعد أن "أبو الفتوح يظن أنه قادر على أن يكون عرَّاب عودة الجماعة ولكن على مشروع عمر التلمساني القديم ولا يزال غير مقتنع أو مدرك بأنه لم يعد يسيطر على قطاع كبير من الشباب، بل إن قلة قليلة منهم لا زالت تثق فيه"حسبما ذكر موقع 24 الإخوانى". وقال الباحث في شئون الحركات الإسلامية إن "دور أبو الفتوح في تلك المرحلة يتلخص في محاولة إيجاد دور له في الحياة السياسية بشكلها العام، وأن يجمع بين دوره كمعارض للدولة من جهة وعراب لعودة الجماعة من جهة أخرى". وأضاف: "أبو الفتوح غير مؤهل لذلك الدور، حيث إن منصته السياسية وهي حزب مصر القوية، لم تعد قادرة على تجميع الشباب أو حتى أصحاب نفس الرؤية".