نظمت رابطة خريجى الأزهر، محاضرة عن (مقاصد الصيام في القرآن الكريم)، ضمن فعاليات (دورة الكوادر الأزهرية) والتي تستمر طوال شهر رمضان المعظم. وقال الشيخ حمد الله الصفتي المدير الفني لإدارة المكاتب الداخلية إنه قدر إخلاص الإنسان في أداء مهمته من عبادة خالقه والانضباط بشريعته والقيام بأوامره، تكون قيمته ومقدار نفعه في الوجود؛ ومن هنا جعل الله تعالى العبادات أصنافًا وألوانًا شملت سائر مناشط حياة الإنسان، من قول وعمل، كما جعل لكل عبادة مقاصد وأهدافاً تتميز بها عن غيرها وتفضُلها وترتفع عليها في المنزلة والأجر. وأشار الصفتي إلى أن مقاصد العبادة هي الفوائد التي تعود على الإنسان نتيجة قيامه بتلك العبادة، وهو ما ينبغي أن يلتفت إليه المسلم عند التلبس بأي لون من ألوان الطاعة؛ فإن المتعبِّد إذا فقَدَ إحساسه بمقاصد العبادات بقي عُرضة للسآمة والملل والتلكُّؤ والانقطاع، بل ربما تعرض للحيرة والاضطراب، فضلًا عن إتيانه بالأعمال على غير وجهها مجردة من الإتقان والإحسان. وأضاف أن الصيام لم يبلغ هذه الرتبة العالية والمنزلة الرفيعة إلا لما جعله المولى تعالى فيه من المقاصد والفوائد التي يحققها العبد عند التزامه بأحكامه، وقد أشار الكتاب العزيز إلى تلك المقاصد والفوائد في موضع فريد من القرآن الكريم تناول فيه فريضة الصيام بالبيان. وأوضح أنه يوجد عدة مقاصد للصيام منها تحصيل التقوى , تعظيم شعائر الدين, تيسير رياضة النفس , تحصيل الشكر , مشيرا إلى أن الصيام يرتقي بالفرد إلى ما هو أبعد من اتقاء الحرام؛ فيدرِّبُه على التحكم في زمام النفس بترك شيء من الحلال المباح.