يرفع البعض شعارات" لا لتأجيل الانتخابات الرئاسية " و كأن هناك من قرر تأجيلها أو يخطط لذلك ، و لم يقل لنا هؤلاء ماهي علامات او دلائل هذا التأجيل ...... و يرفع البعض الآخر شعار " لا لتزوير الانتخابات الرئاسية " و لا تدري كيف يمكن تزوير الانتخابات في مثل هذا مناخ ،إلا إذا كان من يحذر قد شارك في تزوير الانتخابات البرلمانية الاخيرة و يعلم كيف تم ذلك ويخشي من تكرار كما يخشي من الاعلان عن ادلته. البعض الثالث – و هو غير الطرف الثالث – يدعو لمظاهرات و مليونيات احتجاجا علي محاولات تمديد الفترة الانتقالية رغم أن احد صاحب القرار لم يعلن مثل هذا اتجاها . و فريق رابع يحذر المجلس الاعلي للقوات المسلحة من مغبة عدم تسليم السلطة في 30 يونيو الجاري .... رغم ان المجلس اعلن التزامه ذلك مرارا و تكرارا ، و لكن يبدو ان البعض يريد ان يثبت وجوده حتي و لو بمقولة " ما تقدرش ". الحقيقة انه يبدو فشلا واضحا لكل رافعي هذه الشعارات ، كونهم يحرصون على التمسك بشعارات مضادة لواقع غير موجود أصلا ... والهدف مجرد إثبات الوجود حتي و لو بالتأكيد علي مواقف عكس ما يعلنه الغير ... و هو ما يسمي بالزج بالنفس ضمن جملة مفيدة و لو قسرا لتثبت انك موجود و فاعل و لو من غير مضمون البادي ان اغلب المعترضين الان يرفعون شعار " ما تقدرش" ليس لضعف امام المجلس الاعلي – السلطة حاليا – و إنما لأسباب تتعلق بهزيمة مشروع عريض تصور ان الفوز بمصر أمر هين و يسير . المشروع العريض ليس تيارا سياسيا محددا ، و انما هو جملة من التيارات السياسية او الجماعات غير القادرة علي فهم الدولة المصرية ، لذا هي جماعات تسير عكس التيار ، و تتناقض مع روح الدولة المصرية .، و الشاهد ان تيار الفشل التاريخي و هو يمثل تيارات عديدة سياسية متنوعة و متناقضة الفكر و الايديولوجية ، الا انه يتوحد تحت راية الفشل المتكرر بسبب عجزه و فشله عن إدراك اللحظة التاريخية . في مصر جيش قادر علي حماية الدولة .... و هو جيش قادر علي حماية مؤسساتها ، و ما لم يفهمه تيار الفشل التاريخي ان حججه و مبرراته الواهية لا يمكن لها ان تخدع الدولة المصرية بكل مكوناتها . ان تسقط نظام فاشل ستجد من يؤيدك و يناصرك ....أما ان تسعي لإسقاط دولة و إشاعةالفوضي .... لن تجد من يساندك سوي الخائف و المتملق و الكاذب و المنافق .