مشاهد مفعمة بالمشاعر الإنسانية والروحانية في صحن المطاف بمكةالمكرمة، حيث ودّع الحجاج بيت الله الحرام بعد إتمام مناسك الحج، استعدادًا للتوجه إلى المدينةالمنورة.. لحظات امتزجت فيها الدموع بالدعاء، والأمل بالشوق، والقلوب معلقة بالكعبة المشرفة وهي تردد رجاء واحدًا: اللهم ارزقنا العودة. اصطف الحجاج في طواف الوداع، يحدقون في الكعبة بنظرات طويلة تسبق الرحيل، ومنهم من ظل لثوانٍ يضع يده على الحجر الأسود والدموع تنهمر من عينيه، كأنما يودع أحب ما رآه في حياته. وتعلو الهمسات بالدعاء، وتُرفع الأكف إلى السماء، بينما الهواتف توثق اللحظة في صور ومقاطع فيديو لتبقى ذكرى خالدة في القلوب. وحرص عدد من الحجاج على التقاط صور جماعية وفردية قرب الكعبة، وعلى أبواب الحرم، وفي باحة المسجد، وسط أجواء من الهدوء والتأمل، يعكسها وقع الخطى البطيئة والمشاعر المختلطة ما بين شكر الرحلة وحزن الفراق. الرحيل من مكة لم يكن سهلًا على كثير من الحجاج، خاصة من زاروها لأول مرة، لكنهم غادروا وهم يحملون يقينًا داخليًا بالعودة يومًا ما، وبين جنباتهم دعاء صادق أن يكتب الله لهم حجًا آخر في قابل الأيام، ليعيدوا التجربة ذاتها في أطهر بقاع الأرض.