أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جودة على أن الأردن صاحب مصلحة في موضوع السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وليس وسيطا أو مراقبا..منوها بأن العالم بأسره يجمع على أهمية إطلاق مسار تفاوضي شامل ومحدد بإطار زمني يؤدي لإقامة دولة فلسطين. وقال جودة ، خلال مباحثات أجراها اليوم السبت مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يزور عمان حاليا ، إن جميع قضايا الحل النهائي تمس الأمن الوطني الأردني والمصالح الأردنية .. ومن مصلحتنا تذليل جميع العقبات التي تعترض جهود السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 استنادا إلى المرجعيات الدولية . وشدد على ضرورة تكثيف جهود جميع القوى والأطراف الدولية المؤثرة للعمل على تهيئة الظروف الملائمة لإحياء عملية السلام وتذليل العقبات التي تقف حائلا أمام استئناف المفاوضات استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية..مؤكدا في هذا الإطار على أهمية الدور الألماني المهم من خلال الاتحاد الأوروبي لدعم جهود السلام وتحقيق الأمن والاستقرار. ومن جهته .. قال وزير الخارجية الألماني "إننا متفقون في ألمانياوالأردن على أن الوضع يجب أن لا يستمر كما هو عليه الآن ، وأن السلام والاستقرار لن يتم إرساؤهما إلا إذا تم إنجاز حل الدولتين". وناقش الجانبان الأوضاع التي تشهدها المنطقة خصوصا الجهود الدولية المبذولة للتصدي لخطر الإرهاب وعصاباته ومساعي تحقيق السلام والاستقرار وأهمية تبني استراتيجية شاملة لمواجهة جميع أشكال الإرهاب والتطرف. وقال جودة إن الأردن دوما في طليعة الجهود المبذولة لمواجهة الفكر المتطرف ، مؤكدا على أهمية التنسيق والتعاون من قبل المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف على المستويات كافة بما فيها الأيديولوجية طويلة الأمد. واستعرض الجانبان الأوضاع التي تشهدها بعض الدول العربية بما فيها سوريا والعراق وليبيا واليمن..مؤكدين على أهمية إيجاد حلول سياسية لهذه القضايا تضمن استقرار هذه الدول ووحدة أراضيها وأمن شعوبها وتغليب لغة الحوار. كما بحث الوزيران الوضع في الأراضي السورية وجهود المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا وضرورة دعم هذه الجهود للوصول إلى حل سياسي يضمن نهاية للمأساة الإنسانية غير المسبوقة. وقال شتاينماير إن بلاده تعتبر الأردن شريكا استراتيجيا مهما وتقدر دوره المحوري بقيادة الملك عبدالله الثاني لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والتعامل مع خطر الإرهاب والتصدي له بوصفه خطرا يهدد العالم أجمع. وحول استضافة الأردن للاجئين السوريين .. دعا وزير خارجية ألمانيا المجتمع الدولي إلى ضرورة تحمل مسئولياته في مساندة ومساعدة الأردن في هذا الإطار وعدم خذلان االمملكة ، منوها بأن بلاده قدمت حتى الآن 210 ملايين يورو مساعدات للاجئين السوريين وللدول المستضيفة لهم. وأشار إلى أن ألمانيا تستضيف الآن 130 ألف لاجئ سوري وهناك إمكانية لزيادة هذا العدد ، قائلا "إنه سيتم بحث هذا الموضوع مع وزراء الخارجية الأوروبيين حول إمكانية استقبال دول الاتحاد الأوروبي لاجئين سوريين ولكن لا بديل عن الحل السياسي الذي يضمن الحل الإنساني".