واصل منتدى الاعلام الدولي الثالث أعمال جلسته الثانية في مدينة أغادير لاستعراض قضايا الاعلام المختلفة . وقال وليد عبد الرحمن مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط في كلمته خلال الجلسة إن وظيفة الإعلام تنطوي على أهمية بالغة في تنوير الرأي العام بحقائق المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وكل ما يتعلق بالأوضاع العامة، كما أنه يعنى ببناء ثقافة احترام القانون والحفاظ على المال العام وتحريم هدره، وتسليط الضوء على أمثلة عن أفضل الممارسات الأخلاقية في إدارات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ،بالاضافة إلى مساهمة الإعلام في كشف مواطن الخلل والفساد حيثما وجد. وأضاف وليد عبد الرحمن إن أخلاقيات الصحافة هى أحد أفرع أخلاقيات الإعلام الأفضل تحديدًا، خاصة لأنها عادةً ما تدرس في كليات الصحافة. واشار إلى أن المؤسسات والحكومات تحاول التلاعب بالإعلام الإخباري؛ وتقوم الحكومات بذلك، على سبيل المثال، عن طريق الرقابة والمؤسسات عن طريق ملكية الأسهم وإن أساليب التلاعب خفية ومتعددة. وقد يحدث التلاعب عمدًا أو عن دون قصد ، مؤكدا إن هناك علاقة خاصة جدًا بين الإعلام والحكومة في الدول الديمقراطية فعلى الرغم من أن حرية التعبير قد يكون منصوص عليها في الدستور ولها تعريف قانوني محدد ويتم تنفيذها وفقا له ، وهو ما يوجب تواجد قنوات اتصال فعالة بين الحكومات والشعوب وتتكون هذه القنوات بشكل رئيسي من وسائل الإعلام العامة لدرجة أنه إذا اختفت حرية الصحافة كذلك ستختفى غالبا المسائلة السياسية ،ولذا يتم دمج أخلاقيات الإعلام بقضايا الحقوق المدنية والسياسة. وأكد إن الأخبار هى شىء مهم للغاية في أخلاقيات الإعلام، حيث إن أي إعاقة للإخبار تعتبر خداعًا وأي مادة يتم عرضها في الوسائل الإعلامية سواء مطبوعة أو مصورة تعتبر أصلية وعندما يتم كتابة تصريح في مقالة أو عرض مقطع فيديو لأحد المسئولين الحكوميين فتكون الكلمات حقيقية للمسئول الحكومي نفسه. وقال إن الإعلام أصبح أداة التحرر الأولى بينما ما زالت أنظمة تسعى إلى ما تسميه المراقبة أو التنظيم، مع العلم فإن الثورة الإعلامية هي ثورة ديمقراطية ، مشيرا إلى أن تنظيم الإعلام حماية الحريات وتحسين نوعية الأداء وضبط التجاوزات وإفساح المجال في التعبير، وليس الحد من التنافس والمساواة وقوننة الحرية . وشدد على أن التشريعات الإعلامية في العالم العربي بحاجة ماسة إلى مراجعة شاملة وتطوير مستمر بما يتلائم مع التطور والتقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصالات وما أدى إليه من تطور في حجم الوسائل الإعلامية المعاصرة الموجودة في العالم العربي بجميع أنماطها وأنظمتها ، مؤكدا إن الإعلامى يؤدي خدمة عامة، وهو يمارس حريته ملتزما بالدفاع عنها وعن الحريات العامة بمسؤولية كاملة وهو ما يوجب عليه إحترام الحقيقة مهما كانت نتائجها حتى لو لم تتفق مع ارائه وتوجهاته السياسية لأنه من حق الجمهور معرفتها ، مع ضرورة احترام حياة الأفراد الخاصة. واعتبر إنه لتحقيق الاستقلالية الاعلامية يجب على الاعلامى عدم المزج بين مهنة الصحافة والدعاية والإعلان ، ورفض كل أنواع الضغوطات السياسية والمادية ، مع ضرورة احترامه لتعدد الآراء ، واحترامه لحقوق الإنسان والعمل على إرساء الديمقراطية وإبرازها في الرسالة الإعلامية . وأكد إن نقص التدريب على أخلاقيات المهنة الإعلامية بشكل عام، خاصة لدى الإعلام الجديد والمواقع الإلكترونية يعد مشكلة كبرى تواجه العمل الاعلامى ،وأنه رغم وجود ميثاق للشرف الصحفي صادر عن نقابات الصحفيين إلا أن هناك شعورا لدى بعض الصحفيين بأنه يهدف إلى إيجاد أداة رقابة إضافية على الصحفيين مع عدم الالتزام به. وقال إن الثورة الرقمية قادت إلى ثورة حقيقية في الإعلام، وغيرت الكثير من آليات عمل الإعلام وبنية المهنة، ما يطرح أسئلة حول المستوى الأخلاقي للمهنة ،فالتحديات من المنظور الأخلاقي والمهني عديدة، ومن أهمها ضعف ضبط الدقة والتحقق من سلامة الأخبار والمعلومات وبالتالي تراجع الموضوعية فى التناول . واضاف إن الثورة الرقمية لا تخضع للقوانين الرسمية المنظمة للعملية الاعلامية ، وهو ما يدفع إلى ضرورة مضاعفة الاهتمام بتطوير وكالات الأنباء واداء دورها ليكون فاعلا فى مواجهة حالة الانفلات التى قد تصيب الاعلام الرقمى فى بعض الاحيان وتروج لاخبار خاطئة ، مشيرا إلى أن بعض الصحف فى عالمنا العربى أدخلت نفسها في منافسة مع الإعلام الالكتروني وانحطت بمستوى حوارها الصحفي وعناوينها خروجا على أخلاقيات المهنة، وغاب الحس والوعي لدى البعض باستشعار قيمة وأهمية القضايا من حيث وجوب مناقشة قضية ما أو عدم مناقشتها، إضافة إلى ذلك الهبوط الحاد في اللغة التى تصل أحيانا إلى السباب والتجريح. وأشار إلى أن الصحافة المقروءة الآن أصبحت تعاني من مشكلة تناقص مصداقيتها وأن الحاجة أصبحت ملحة جدا لتحسين المحتوى والمضمون بها، فالالتزام بأخلاقيات المهنة أمر ضروري جدا لمواجهة التعدي على الأشخاص بالقول او بتلفيق الأخبار . وقال منير الحافى الاعلامى فى قناة المستقبل اللبنانية إن الاعلام يرتبط بالتغيير لان التلفزيون والصحافة يساعدان فى تغيير وجهات النظر وتوجيهها ، مشيرا الى ان الاعلام الحديث أصبح اكثر تفاعلية عن ذى قبل بعد تطوير وسائل الاتصال . واعتبر فى كلمته فى المنتدى إن الاعلام وجد من اجل التغيير ومشاركة الوسائط الحديثة زادت من قوته وفعالياته وزادت معه وسائله وتسهيلاته ، مشيرا الى ان التغيير عبر الاعلام يتم بصورة واسعة فى العالم اجمع مع بداية انطلاق الاعلام الذى ساعد على اطلاع الجمهور من خلال التفكير والمعرفة والذى يدفع فى النهاية الى التغيير . وقال ان التليفزيون فى العالم العربى يجب ان يكون من اجل تحسين الأوضاع والاحوال وتطوير مجموعة او مجتمع بعينه ، مشيرا الى ان التليفزيون يساعد على ربط الشعوب بعضها البعض وتعميق العلاقات الاجتماعية بين المقيم والمغترب والعمل على التنمية والتواصل والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها . واضاف إن الربح المادى لبعض الفضائيات يعمل على تغييب الهدف العلمى والثقافى وهى المهمة الوحيدة للعاملين فى الأخبار التليفزيونية ، مؤكدا ان التحسين يمكن ان يكون عبر التليفزيون وهى المهمة الاساسية للتليفزيون الرسمى للدولة الذى يمكنه القيام بهذا الدور رغم ان التليفزيون الرسمى غير جاذب بصورة كبيرة للمشاهدين لانه لا يعرض برامج مشوقة . وأشار الى ان وسائل التواصل الاجتماعى تعتمد على الانترنت والتى تعتبر هامة جدا لتبادل المعلومات وتعمل على تغيير الأوضاع كما حدث فى الثورتين المصريتين ، مؤكدا انها لها دور هام فى نقل الأخبار وتقريب المسافات . وقالت زاندرا سيسيل الصحفية الالمانية إن هناك حاجة ماسة للوصول الى الموضوعية فى الاعلام وهو ما يساعد فى مواجهة الاٍرهاب المنتشر حاليا فى الكثير من دول العالم ، مشيرة الى ان الغرب يعجز حتى الان عن وضع تعريف محدد للارهاب لأغراض لا تخفى عن الكثيرين . وأضافت إن عمليات البحث المتعمقة عبر محركات البحث المختلفة على شبكة الانترنت تؤكد هذا الاختلاف فى تعريف الاٍرهاب الذى يعانى منه العالم اجمع بصور مختلفة ، مشددة على أن الاٍرهاب يتداول معلوماته عبر مواقع التواصل الاجتماعى بصورة أوسع والتى أصبحت تحل محل الاعلام العادى الرسمى الذى يمكن السيطرة عليه .