انتقد نائبان لبنانيان قول وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق (القيادي بتيار المستقبل) إن سلاح حزب الله ليس جزءا من الخطة الأمنية، بل هو جزء من الاستراتيجية الدفاعية للبنان. ودعا النائب اللبناني محمد كبارة عضو كتلة تيار المستقبل وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق إلى "توضيح ما عناه بقوله في مؤتمره الصحفي الأخير: إن سلاح حزب الله هو جزء من الاستراتيجية الدفاعية". وقال كبارة - في بيان له اليوم - إن "تصريح المشنوق غير مفهوم، وبخاصة أنه لا توجد أي استراتيجية دفاعية معتمدة للبنان، علما بأن ما قاله يمكن أن يستخدمه حزب السلاح ليزعم بأنه تشريع قانوني لسلاحه، الأمر الذي يضرب كل نضال قوى السيادة والاستقلال منذ جلاء قوات الاحتلال السوري عن التراب الوطني اللبناني قبل عشر سنوات". ورأى أن "خطورة تصريح المشنوق تكمن في أنه صدر عن وزير للداخلية في مؤتمر صحفي عقد في وزارة الداخلية، مما يضفي عليه هيبة مصطنعة توحي بأنه إعلان رسمي صادر عن السلطة التنفيذية"، داعيا المشنوق إلى "توضيح علني يصدر عنه في مؤتمر صحفي يعقد في وزارة الداخلية، وليس في بيان، يصحح فيه ما قاله ويلغي أي التباس نتج منه، لئلا نفاجأ بحزب السلاح يقول لنا: وزير الداخلية شرعن سلاحنا". وخاطب كبارة المشنوق قائلا "إننا رفضنا اعتبار الثلاثية المشؤومة تشريعا للسلاح الإيراني غير الشرعي، ونتمنى عليك أن تصحح ما قلته لئلا يضيف مأساة لمآسينا"، وذلك في إشارة إلى إصرار تيار المستقبل على عدم إدراج ما يعرف بثلاثية المقاومة في البيان الوزاري للحكومة "الشعب والجيش والمقاومة". وعما عرضه المشنوق عن شغب في سجن رومية (أكبر السجون اللبنانية والذي يضم عددا كبيرا من السجناء الإسلاميين)، قال كبارة إن ذلك "تعبير عن وجهة نظر وزارة الداخلية، وما زلنا ننتظر موافقة الداخلية والحكومة على تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكي نعرف من جهة مستقلة حقيقة ما جرى في سجن رومية". من جانبه، قال النائب خالد ضاهر، الذي كان عضوا في كتلة تيار المستقبل ثم جمدت عضويته، في مؤتمر صحفي بشأن قضية السجناء الإسلاميين وغير الإسلاميين "لقد استمعت إلى المؤتمر الصحفي لوزير الداخلية، وفي الحقيقة إن هذا المؤتمر لم يقنعني ولم يجب عن الأسئلة الأساسية ولم يقنع الرأي العام". وأضاف "هؤلاء المعتقلون لديهم حقوق إنسانية أساسية مكفولة في الدستور اللبناني وفي القانون اللبناني وميثاق حقوق الإنسان في الأممالمتحدة، فكيف يحرم السجين أو المعتقل من الماء الساخن أو البارد ويعامل معاملة غير إنسانية ويتم ضربه وإهانته والاعتداء عليه". وتابع قائلا "أهالي السجناء طالبوا فقط أن يعامل أبناؤهم معاملة الذين قاموا بكل الموبقات من عملاء إسرائيل والقتلة الذين قاموا بالاغتصاب والسرقات ومحاولات تفجير الكنائس والمساجد ومحاولة اغتيال البطريريك والمفتي ومحاولة اغتيالي ايضا، ورأيناهم كيف دخل هؤلاء إلى قاعة المحاكمات ومنهم ميشال سماحة بكامل أناقته، فلماذا لا يعامل باقي المعتقلين مثلهم؟ أهالي المعتقلين يطالبون بأن يتمكن أبناؤهم من الاغتسال". وانتقد ضاهر قول المشنوق إن سلاح حزب الله هو جزء من إستراتيجية دفاعية أقرت على طاولة الحوار برئاسة الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان. وقال "نحن نعرف وكل العالم يعرف أن طاولة الحوار كان فيها توصيات بضرورة إقرار إستراتيجية دفاعية، وكان المطلوب من كل الحاضرين أن يقدموا تصوراتهم بشأن الإستراتيجية الدفاعية، وحزب الله لم يقدم تصوره، بل القوات اللبنانية هي التي قدمت تصورها بشأن الإستراتيجية الدفاعية، وحزب الله انقض على نتائج طاولة الحوار وقراراتها بشأن سيادة لبنان واستقلاله وبسط سلطة الدولة، لذلك هذا أمر خطير". وأضاف "أنا أطالب كتلة تيار المستقبل ورئيس كتلة تيار المستقبل فؤاد السنيورة بأن يرفضوا هذا الإقرار من قبل المشنوق لأن من شأن ذلك تشريع حزب الله ويعطيه صفة ليست له كما هو الحال بثلاثية شعب وجيش ومقاومة". وتابع قائلا إن "أمين عام حزب الله دعا اللبنانيين إلى التقاتل خارج لبنان، في سوريا وغيرها، فلماذا تعتقل الحكومة اللبنانية والمخابرات والأجهزة الأمنية المقاتلين الذين يذهبون إلى سوريا لمواجهة السيد نصر الله وبشار الأسد في سوريا؟ في حين يتم ترك مقاتلي حزب إيران يصولون ويجولون بأسلحتهم ويهينون الدولة اللبنانية وأجهزتها ومؤسساتها؟" وتساءل "أين الحكومة وأين الجيش اليوم من الاستعدادات والاستنفار عند حزب الله في لبنان؟ ويمكن أن تبدأ غدا معركة القلمون (عند الحدود الشرقيةللبنان) وكل الدلائل تشير إلى أن المعركة ستبدأ في القلمون وستذهب ميليشيا لبنانية بكامل أسلحتها إلى داخل الأراضي السورية لمقاتلة الشعب السوري والجيش السوري الحر وأهل سوريا، وهذا الأمر أليس تعديا على سيادة لبنان؟ وأليس فيه إهانة للجيش اللبناني والقوى الأمنية؟ وهل يجوز لنا أن نقبل أن يزج حزب الله الإيراني الجيش اللبناني في معاركه الخارجية وهو الساعي إلى توريط أبنائنا في الجيش بهذه المعارك؟"