عَن سَلْمَانَ الفَارِسِيّ عَن النبيّ، صلى الله عليه وسلم، قالَ: « إِنّ الله حَيِيّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إذَا رَفَعَ الرّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدّهُمَا صِفْراً خَائِبَتَيْنِ»، رواه الترمذى، حديثٌ حَسَنٌ. قال الإمام صفي الرحمن المباركفوري في شرحه لجامع الترمذي، أن قول النبى: «إِنّ الله حَيِيّ كَرِيمٌ»، فالمراد من كلمة "حيي" هنا أي كثير الحياء فهى فعيل من الحياء، مضيفاً أن وصفه تعالى بالحياء يحمل على ما يليق له كسائر صفاته نؤمن بها ولا نكيفها، والمراد ب"كريم" هنا هو الذي يعطي من غير سؤال فكيف بعده. وأوضح الإمام في شرح الحديث، أن المراد من قوله صلى الله عليه وسلم « إذَا رَفَعَ الرّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدّهُمَا صِفْراً خَائِبَتَيْنِ» أى إذا رفع المسلم يديه متوجهاً بالدعاء إلى الله يستحى منه تعالى أن يرده خائب دون استجابة دعاءه، مشيرًا إلى أن معنى كلمة "صفراً" أي خاليتين، قال الطيبي يستوي فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع، والمقصود من كلمة "خائبتين" من الخيبة، وهو الحرمان. وبين الإمام المباركفورى، أن في هذا الحديث دلالة على استحباب رفع اليدين في الدعاء والأحاديث فيه كثيرة، وأما حديث أنس لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء، فالمراد به المبالغة في الرفع.