- الروبل الروسي أصبح عملة تداول بين الشركات المصرية والروسية منذ سنوات لتخفيف العبء على الجانبين - شرم الشيخ كان لها السبق في تفعيل الروبل من تلقاء نفسها - التعامل بالروبل يخفف الطلب علي الدولار بالمدن السياحية - انتشر التداول بالروبل للحد الذى خلق سوقا موازية له - القطاع السياحي يعد المستفيد الأكبر من التعامل بالروبل حيث تمثل السياحة الروسية نحو 20٪ طرحت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر فبراير الماضي كثيرا من الأفكار الجديدة حول التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وكان للمقترح الروسي حول اعتماد التعامل بالعملة الروسية (الروبل) في مقابل الجنيه في الصفقات والتعاملات التجارية الحالية بين البلدين بما يحمل كثيرا من الآثار الإيجابية علي الأسواق، فضلا عن تأثيره المباشر علي أعداد السياح الروس القادمين الي مصر. إلا أن "صدى البلد" اكتشف أن الروبل الروسي أصبح عملة تداول بين الشركات المصرية والروسية المزودة للخدمات السياحية في المناطق السياحية الشهيرة داخل مصر، وقبل الاتفاق الرسمي بسنوات وذلك لتخفيف العبء على الجانبين، ولاسيما مع اندلاع أزمة الروبل الذي تعرض لضغوط أدت إلى خسارته نسبة مهمة من قيمته في أسواق الصرف بسبب العقوبات الغربية على خلفية الأزمة الأوكرانية. ولم يكتشف البعض حقيقة مهمة شهدتها الأسواق السياحية في مصر، وهي أن مدينة شرم الشيخ المعروفة بكثافة استقبالها لأفواج السياحة الروسية، والمشروعات السياحية الروسية، ورحلات الطيران التي تحط على أراضيها، كان لها السبق في تفعيل الروبل من تلقاء نفسها كعملة تداول بداخلها هي وغالبية المدن السياحية بالبحر الأحمر. واكتشف "صدى البلد" حقيقة تدور على أرض الواقع منذ سنوات، وهي أن "الروبل الروسي" بات عملة تداول نشطة في بعض مواقع مدينة شرم الشيخ، عوضا عن تعاملات العملات الصعبة الأخرى، بل أكثر من ذلك أن هناك سوقا موازية "سوق سوداء" باتت موجودة ورائجة إلى حد أن أسعاره باتت مثيرة للدهشة في الآونة الأخيرة، فالدولار الذي يتراوح سعر صرفه في السوق الرسمية لحوالي 60 روبل روسي، يصل إلى 90 روبلا في السوق السوداء. أحمد شيحة رئيس مجلس الأعمال المصري - الروسي السابق أكد ل"صدى البلد" أن التعامل بالروبل سيخفف الطلب علي الدولار في مثل هذه المدن. وأوضح أن المستفيد الأكبر من التعامل بالروبل هو القطاع السياحي خاصة أن السياحة الروسية تمثل نحو 20٪ من السياحة القادمة لمصر. وقال شيحة إن اللجوء للتعامل بالعملتين المحليتين لكل دولة مهم للجانبين خاصة أن هناك خللا اقتصاديا نتيجة أوضاع إقليمية تواجه البلدين كما أن مصر تعاني من تراجع حاد في مواردها من العملات الصعبة مما كان له أثر علي احتياطيها من النقد الأجنبي الذي شهد في الفترة الأخيرة تراجعا حادا وبلغ 15 مليارا و430 مليون دولار استخدام العملة الروسية، الروبل، ليست وليدة الأشهر القليلة الماضية عقب أزمة الروبل، بل تتم منذ سنوات عدة من قبل السائحين الروس في المحال التجارية والمكاتب السياحية الصغيرة بالمنتجعات المختلفة على سواحل البحر الأحمر وكان ذلك للتسهيل على السائح، إذا أراد شراء سلعة ما وقد نفد منه الدولار أو العملات الصعبة الأخري، المتعارف التعامل بها من قبل السائحين الحقيقة الأخرى التي يشير إليها مرتادي المنتجعات السياحية في مدن البحر الأحمر، تكمن في أن من أوجد هذه الفكرة، في المقام الأول، كان العاملون الروس أنفسهم في تلك المحال التجارية، فقد جاءتهم فكرة البيع بالروبل الروسي من أجل تنفيذ عملية البيع، إذا تعذر وجود الدولار وعلى الجانب الآخر يقوم هؤلاء العاملين بشراء الروبل، ويدفعون لأصحاب المحال بالجنيه المصري، وبالتالي يمكنهم حفظ مدخراتهم بالروبل الروسي بدلاً من الجنيه المصري حيث يعودون بها إلى بلادهم وقت الإجازات. المشكلة تكمن في أن عملية شراء الروبل تتم عن طريق سعر صرف يزيد بحوالي 30% عن سعر الروبل الحقيقي، أو أكثر في بعض الأحيان أي أنه إذا كان سعر الدولار الأمريكي في السوق الرسمي 60 روبل روسي، فقد نجده في المحال التجارية أو بعض المكاتب السياحية التي تقدم خدمات للزائرين الروس من 90 إلى 100 روبل مقابل الدولار رئيس هيئة الغرف التجارية المصرية ، إلهامي الزيات، علق على ظاهرة السوق السوداء للروبل قائلاً "إن البازارات ومكاتب السياحة الصغيرة لا تعد مقياساً لأي شيء، حيث إنها تمثل جزءاً ضئيلاً جداً من المعاملات، علما بان مثل تلك المعاملات هي تجارة غير مشروعة. واعتبر مسؤول غرفة التجارة في تصريحات خاصة ل "صدى البلد" على هامش مشاركته في مؤتمر شرم الشيخ أنه "من الصعب أيضا تقنين أو التحكم في مثل هذه المعاملات داخل المحال التجارية والمكاتب السياحية الصغيرة. واستبعد الزيات أن تتأثر الفنادق بتلك التعاملات "فالفنادق لها حد أدنى من التعامل بالجنيه المصري، وإذا أخذ روبل فلن يستطيع أن يغيره، حيث إننا لم نتوصل بعد إلى اتفاق بشأن الصفقات المتكافئة، التي كان معمول بها أثناء حقبة الاتحاد السوفياتي السابق" وأكد رئيس هيئة الغرف التجارية أن مشروع التعامل بالروبل الروسي مازال تحت الدراسة، قائلا "إن هذا الفكر الجديد يتطلب بعض الوقت، إذ ان مثل هذا المشروع لا يخص قطاع السياحة فحسب، بل يهم القطاع التجاري أيضا ويتم عن طريق بنك وسيط وعلى صعيد المشروعات السياحية التي تم نقاشها أثناء مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري "مصر المستقبل"، الذي استضافته مدينة شرم الشيخ، لفت الزيات إلى أنه "لم تكن هناك مشروعات سياحية كثيرة، ونحن لسنا في حاجة إلى مشاريع سياحية أخرى، فلدينا البنية التحتية الكاملة من الفنادق والمنتجعات، لكن لا شك أن قيام مشاريع تنموية أخرى سيساعد في استعادة السياحة، فنحن في حاجة إلى عودة السياحة العالمية. وتابع قائلاً: "أستطيع أن أؤكد أننا حصلنا على تأييد عالمي كامل أثناء هذا المؤتمر، فانعقاد المؤتمر في مدينة شرم الشيخ، في حد ذاته، هو رسالة طمأنينة للعالم بأكمله. من جانبه أكد عبدالرحيم حسين رئيس التفتيش ببنك الاستثمار العربي أن تلك التعاملات الغير رسمية سوف تسهم بما لا يدع مجالا للشك في تقوية العملة الوطنية والتي تعرضت للتآكل في الفترة الأخيرة أمام الدولار بسبب الاعتماد علي الأخير في الاستيراد بالإضافة الي تراجع الوارد من العملة الصعبة. وأوضح حسين ل "صدى البلد" أن التأثير جيد علي البنوك وسوف يقلل الضغط علي طلب الدولار من راغبي فتح الاعتمادات الاستيرادية من الشركات المستوردة المتعاملة مع السوق الروسي، بالإضافة الي أن هناك ميزة مهمة للعملاء في أنها ستوفر لهم العمولات والرسوم التي يقومون بدفعها نظير تدبير الدولار.