«القاعدة وداعش، يخططان لإعلان السودان والحبشة والصومال ولايات إسلامية في القرن الأفريقي تركياوأمريكا توفران غطاء دولياً يشكك في أحكام القضاء وينتقدانه حال إدانة أحد قادة التنظيمات بالإرهاب كلما تصاعدت وتيرة الإرهاب تصاعدت وتيرة التوحد الوطني والرغبة في السلم الاجتماعي والحفاظ على وحدة التراب الظواهري، يسعى لضم جميع التنظيمات التكفيرية في أفريقيا ومنها التوحيد والجهاد وحركة الشباب الصومالية، إلى صفوفه دعاوى تطبيق الشريعة الإسلامية والاحتكام لما أنزل الله يستدعي مقولة الإمام علي كرم الله وجهه "كلمة حق أريد بها باطل" تحليل يكتبه :عبد الفتاح بدوي تشير حوادث التفجير التي لجأت التنظيمات الإرهابية إلى تحويلها خلال الفترة الأخيرة من مناطق الحدود الشرقية إلى القاهرة ومحافظات دلتا النيل، إلى تعرض أفرادها ولا سيما القيادات لضغط كبير في شمال سيناء، جراء الملاحقات الأمنية والضربات التي تشنها القوات المسلحة والشرطة ضد معاقل الإرهاب في مناطق رفح والشيخ زويد والعريش، وهو ما يضيف إلى نجاحات الجيش والشرطة في حربهما ضد الإرهاب، بمساندة الشعب الذي اصطف معظم أفراده ضد التنظيمات المسلحة وكل أشكال العنف والإرهاب، لكن تلك التنظيمات ما زالت بعيدة عن الانهيار، ما يتطلب تكثيف الضربات الأمنية المتعاقبة والمتقاربة ضد تلك الجماعات. تسعى الجماعات الإرهابية إلى خلق حالة من الفوضى العارمة تؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة، ولا سيما الجيش والشرطة، ما يجعل لها الغلبة والسيطرة على مناطق كبيرة تمهيدا لإعلانها إمارة إسلامية، مثلما هو الحال في عدة دول عربية طالها الخراب جراء انتشار الميليشيات المسلحة التي تتستر بعباءة الدين ودعاوى تطبيق الشريعة الإسلامية والاحتكام لما أنزل الله، ما يستدعي مقولة الإمام علي كرم الله وجهه "كلمة حق أريد بها باطل"، هذه الجماعات لا تتورع في سبيل الوصول إلى هذا الباطل عن إعمال آلة القتل والتفجير التي تطال مواطنين أبرياء لا ذنب لهم فيما تشهده البلاد من حرائق وتفجيرات منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي. الثلاثي أمريكاوتركيا وقطر تقول تقارير أمنية إن معظم تلك الجماعات المسلحة تلقى دعما سريا من قبل عدة أنظمة عربية إلى جانب تركياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، هذا الدعم يتمثل في عدة جوانب، أبرزها الدعم المالي، والإمداد بالسلاح، واستضافة قادة تلك التنظيمات المطلوبين لدى السلطات القضائية في مصر بعدة تهم جنائية وسياسية، وشن حرب إعلامية من خلالهم ضد النظام الحاكم في مصر، فضلا عن توفير غطاء دولي يشكك في أحكام القضاء المصري وينتقده حال إدانة أحد قادة تلك التنظيمات بالإرهاب، رغم ثبوت الوقائع والجرائم بالصوت والصورة، فضلا عن توجيه بعض المنظمات الحقوقية التي تمولها، لشن حرب بيانات وإدانات وتصريحات ضد مؤسسات الحكومة، وخاصة الشرطة والجيش، حال الابتعاد عن حالة التراخي واتخاذهما إجراء ضد جماعات العنف. هذه التقارير يعضدها ما حذرت منه مؤخرا المخابرات الألمانية من أن «الوضع في ليبيا يمكن أن يستمر في زعزعة استقرار منطقة شمال أفريقيا برمتها»، مؤكدة أن «الإرهابيين يستطيعون في ليبيا التزود بالأسلحة والذخيرة بكل سهولة بسبب الوضع الأمني المتردي، ثم ينقلون هذه الأسلحة إلى مناطق نزاعات أخرى مثل ماليوالجزائر ونيجيريا ومصر»، بحسب التقرير. وأكد التقرير على أن «القوى الفاعلة في ليبيا هي مليشيات متحالفة مع المعسكرات السياسية، وأن محاولات فروع شبكة القاعدة توحيد الجماعات الإسلامية في ليبيا لم تحقق نجاحا حقيقيا» وأن «جميع المنظمات الإرهابية كانت حتى الآن مقارنة بالمليشيات الموجودة في ليبيا غير ذات أهمية عسكرية».
يسقط الإرهاب
تؤكد الدراسات أن الحروب رغم ما يصحبها من دمار وخراب وتشريد، فإنها تتسبب في توحيد صفوف الشعب الذي عانى ويلاتها، وتوحيد الصف الوطني إزاء هدف واحد يتمثل في فكرة إعادة الأمجاد والعمل والبناء، هذا التصور يكاد يتحقق في مصر، مع تصاعد أعمال القتل والتفجير والاغتيالات، فبمجرد وقوع تفجير في منطقة ما وسقوط ضحايا أو مصابين، تجد أفراد هذه المنطقة، والدماء تحت أرجلهم، يتوحدون على هتاف واحد "يسقط الإرهاب". الشيء نفسه يحدث في كل ربوع مصر عقب مواراة جثمان أحد الشهداء في قرية أو مدينة ما، من الذين سقطوا على يد الإرهاب، الكل يصطف مرددين هتاف "يسقط الإرهاب"، وهو ما يؤكد أن العلاقة بين ازدياد حدة الإرهاب والاصطفاف الوطني، علاقة مطردة، كلما تصاعدت وتيرة الإرهاب تصاعدت وتيرة التوحد الوطني والرغبة في السلم الاجتماعي والحفاظ على وحدة التراب.
وإذا انتقلنا إلى الشأن الخارجي، فإن تقارير مخابراتية تؤكد أن تنظيمي «القاعدة والدولة الإسلامية» المعروف بداعش، يخططان لإعلان عدة ولايات إسلامية هي «القرن الأفريقي الإسلامية وولاية السودان والحبشة والصومال»، فضلا عن تخطيط التنظيم لتوسيع نفوذه في إريتريا وجيبوتي وأثيوبيا، مستغلا في ذلك حالة التمرد والنزاعات المسلحة التي تسهل مهمته في تحويل أفريقيا معقلا للقاعدة. وتطالب عدة مؤسسات حقوقية بضرورة تكوين جيش عربي أفريقي موحد تشارك فيه دول النيجر وموريتانيا ومصر والسودان والمغرب الجزائر وتونس وغيرها، لوقف تمدد تلك التنظيمات الإرهابية. وأكدت تقارير أن أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، يسعى لضم جميع التنظيمات التكفيرية في أفريقيا، ومنها التوحيد والجهاد وحركة الشباب الصومالية، إلى صفوفه، بعد انضمام بوكو حرام النيجيرية إلى القاعدة، لتوسيع النفوذ داخل إريتريا وأثيوبيا وكوت ديفوار وجيبوتي. وذكرت التقارير أن الفقر والنزاعات المسلحة، وتنامي التمرد المسلح ضد الحكومات الأفريقية، إلى جانب الإهمال الدولي لمشكلات القارة السمراء وراء تحوّل أفريقيا إلى وجهة ومحط لأنظار كل التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تتسارع حاليا إلى حجز مناطق بعينها، بل ودول، لضمها تحت ولايتها، لتتحول المجازر ضد ملايين الأفارقة شيئا واقعا ملموسا، بعد حوادث متفرقة هنا أو هناك باغتيال عدد من الأشخاص وتصويرهم أثناء القتل، مؤكدة أنه لا سبيل لمواجهة تلك المخططات إلا بتكوين جيش عربي أفريقي حتى لا تتحول القارة السمراء إلى حمراء. [email protected]