عشرة أيام مرت على احتلالها.. كانت ثقيلة على السودانيين، وكأنهم لم يكونوا يتنفسون - كما قال أحدهم - حتى أعلن وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين تحرير "هجليج" التي احتلتها قوات جيش جنوب السودان، ومجموعات "فلول التمرد" من الحركات المسلحة - كما تسميهم الخرطوم. خلال هذه الأيام المنقضية التي استمر فيها احتلال هجليج - رغم مطالبات المجتمع الدولي لحكومة الجنوب بالانسحاب فورًا -، كانت المنطقة تشهد عمليات عسكرية لم تتوقف، نفذتها القوات السودانية ودارت معارك ضارية كما وصفها عبد الرحيم حسين في بيان "استرداد هجليج" اليوم الجمعة. وما إن أعلن وزير الدفاع تحرير "هجليج"، حتى انطلقت الاحتفالات بعودتها وتوافدت المسيرات هادرة تجوب كل مدن السودان بمشاركة تلقائية من كافة مكونات الشعب السوداني نساء ورجالاً وأطفالاً. وتوجهت مسيرة كبرى صوب القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة بالخرطوم وسط أجواء صاخبة من أبواق السيارات ودوي الطبول وأصوات تصدح بأهازيج النصر، في تعبير عن أفراح الشعب والمواطنين الذين خرجوا الى الشوارع ملوحين بعلم السودان ومهلليين مكبرين وسط زغاريد النساء، وبمشاركة عدد من الجاليات العربية. وأكد الرئيس عمر البشير خلال مخاطبته المسيرة بالقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، أن السودان سيكون عصيًا أمام الاعادي، مثمنا دور القوات السودانية في الوحدات المختلفة الذين شاركوا في هذا الانتصار. وقال إن النصر الذي تحقق في هجليج انما هو بفضل الله أولاً ثم صلابة الشعب السوداني ثانيًا، وأكد أن استرداد هجليج كان عنوة واقتدارًا وأن القوات المسلحة جاهزة علي الدوام للدفاع عن الوطن وحفظ مكتسباته.