طالبت المرجعية الدينية العليا لدي الشيعة في العراق علي السيستاني اليوم /الجمعة/ الحكومة إلى الالتزام بتوفير رواتب قوات "الحشد الشعبي" الشيعية التي تساند القوات العراقية في الحرب علي تنظيم(داعش) الإرهابي. وتلا ممثل المرجعية أحمد الصافي - في خطبة صلاة الجمعة في الصحن الحسيني بمدينة كربلاء جنوبي العراق- نصائح السيستاني إلى قوات "الحشد الشعبي" والتي تضمنت 20 فقرة أكد خلالها على حرمة دماء العراقيين من كافة المكونات والنساء والأطفال والشيوخ وحتي العائلات التي يقاتل أبناؤها مع (داعش)، وقال: إن "ساحات الجهاد وجبهات القتال ضد المعتدين من داعش تستلزم تجنب حرمات المدنيين وحفظ دمائهم في ساحات ومناطق المعارك ، وعدم الغفلة أمام العدو". وأشار الصافي إلى أن هناك بعض المعاناة يواجهها عناصر "الحشد الشعبي"، وقال"إنهم يشكون من عدم اهتمام الجهات الرسمية برواتبهم وتكريم شهدائهم، وهذا الموضوع يجب ان يأخذ الاهتمام، ولا عذر لاي احد بعدم الاهتمام بهؤلاء الابطال، فلولاهم يعلم الله اين الامور تسري". وشدد السيستاني في توجيهاته للمقاتلين علي ضرورة التزامهم بآدابٌ الجهاد عامّة، وقال " لابدّ من مراعاتها حتى مع غير المسلمين والتأسي بالامام علي بن أبي طالب والأخذ بمنهجه... فما أعظم الخطيئة في قتل النفوس البريئة وما أعظم الحسنة بوقايتها وإحيائها... الله الله في حرمات عامّة الناس ممن لم يقاتلوكم، لاسيّما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء، حتّى إذا كانوا من ذوي المقاتلين لكم". وحذر السيستاني من اتهام الناس في دينهم نكاية بهم واستباحةً لحرماتهم، وقال"إعلموا إنّ من شهد الشهادتين كان مسلماً يُعصم دمُه ومالُه وإن وقع في بعض الضلالة وارتكب بعض البدعة، فما كلّ ضلالة بالتي توجب الكفر، ولا كلّ بدعة تؤدي إلى نفي صفة الاسلام عن صاحبها، وربما استوجب المرء القتل بفساد أو قصاص وكان مسلماً... وإياكم والتعرّض لغير المسلمين أيّاً كان دينه ومذهبه فإنّهم في كنف المسلمين وأمانهم، فمن تعرّض لحرماتهم كان خائناً غادراً". ونبه إلى حرمة أموال الناس وعدم المساس بها ،وقال "لا ينبغي ان يسمح المسلمُ بانتهاك حرُمات غير المسلمين ممّن هم في رعاية المسلمين، بل عليه أن تكون له من الغيرة عليهم مثل ما تكون له على أهله، الله الله في أموال الناس، فإنه لا يحل مال امرئ مسلم لغيره إلاّ بطيب نفسه، فمن استولى على مال غيره غصباً فإنّما حاز قطعة من قطع النيران، الله الله في الحرمات كلّها، فإيّاكم والتعرّض لها أو انتهاك شيء منها بلسان أو يد، واحذروا أخذ امرئ بذنب غيره، ولا تمنعوا قوماً من حقوقهم وإن أبغضوكم ما لم يقاتلوكم". وأضاف: على الجميع أن يدعوا العصبيات الذميمة ويتمسّكوا بمكارم الأخلاق، وقال"لا تغلبنّكم الأفكار الضيقة والانانيات الشخصيّة، وقد علمتم ما حلّ بكم وبعامّة المسلمين في سائر بلادهم حتّى أصبحت طاقاتهم وقواهم وأموالهم وثرواتهم تُهدر في ضرب بعضهم لبعض، بدلاً من استثمارها في مجال تطوير العلوم واستنماء النعم وصلاح أحوال الناس، فاتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصّة، أمّا وقد وقعت الفتنة فحاولوا إطفاءها وتجنّبوا إذكاءها واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا".