ألقى محمد فائق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان ورئيس الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، كلمة الافتتاح فى الندوة الإقليمية حول دولة الحقوق التى عقدتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان اليوم، الثلاثاء، بالقاهرة. وأكد فائق أن "هذه الندوة تأتى فى وقت يشهد فيه الوطن العربي حالة من الفوضى والمعاناة التى وصلت إلى حد لم تشهدها منطقتنا من قبل، وعندما يكون موضوع اجتماعنا هذا "دولة الحقوق والحريات"، فيحتاج الأمر إلى التأمل بعمق فى أحوال هذه المنطقة، وما جرى ويجرى فيها، لنعرف أسباب التردى الذى نشهده، وهل هذه المنطقة تسير فى الطريق إلى "دولة الحق والقانون؟ وما هى العقبات التى تقف فى سبيل ذلك؟ وفى الوقت نفسه نتلمس طريق الخروج من حالة الاضطراب التى تسود وطننا العربي". وقال: "وسوف نجد – للأسف الشديد أن معظم ما نحن فيه من ترد هو من صنعنا نحن كعرب وإن كل ما يفعله أعداؤنا هو دفعنا للسير فى الطريق الخطأ الذى نصنعه نحن بأنفسنا، وهنا أتذكر قول بن جوريون عندما كان رئيسا لوزراء إسرائيل، إذ قال "إن أخطر الدول على إسرائيل هى مصر وسورياوالعراق، وإن أمن إسرائيل يستوجب تفكيك هذه الدول"، وعندما سأله سائل: "وماذا ستفعلون لتحقيق ذلك؟"، أجاب: "لن نفعل شيئا، سنعتمد على غباء هؤلاء". وأضاف: "والذى لم يقله بن جوريون وقتئذ - كان يعنيه- أنهم وحلفاءهم سيكونون دائما مستعدين لتهيئة الظروف لدفعنا ومساعدتنا فيما نصنعه نحن بأنفسنا إذا كان فى الاتجاه الذى يريده بن جوريون، وأظن أن هذا ما حدث ويحدث حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، ففى سوريا قامت ثورة وطنية ضد القمع والقهر لها أسبابها الحقيقية ولكنها تحولت بالمساعدات الخارجية من سلاح ومقاتلين أجانب إلى حرب بالوكالة". وتابع: "والسؤال هنا من استدعى هؤلاء ومن سمح لهم بذلك؟ سنجد أننا نحن فعلنا ذلك وتحمس له البعض منا، ومن الذى صنع داعش والنصرة وقبلها القاعدة؟ سنجد أنهم أعداء هذه الأمة الذين نعرفهم، لقد صنعوا هذه المنظمات والآن يحاربونها بعد أن تجاوزت حدود ما رسم لها". وقال: "وفى ليبيا حدث نفس الشيء، فالليبيون هم الذين استدعوا قوات الناتو، ومن قبلها العراق ومن قبلها مؤامرة الصمت على الصومال وغيرها، ويبدو أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يؤمنون بما قاله بن جوريون بضرورة تفكيك دول المنطقة، فما دعوة كونداليزا رايس للفوضى الخلاقة إلا للسير فى طريق تفكيك دولنا، حتى يتعاملوا معنا كشيعة وسنة وأكراد وأمازيغ، ومسلمين وأقباط، وليس كدول وكيان سياسي ونظام عربي".