قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأحد، إن خطر الإرهاب يستهدف الجميع وبلا استثناء، مطالبًا بضرورة تكثيف الجهود الدولية للتصدي لمخاطر التطرف ومكافحتها بشكل يضمن الأمن والسلم. وأعرب العاهل الأردني - خلال مشاركته والملكة رانيا العبدالله في المسيرة التضامنية المنددة بالأعمال الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس مؤخرًا إلى جانب عدد من الزعماء وقادة العالم وكبار الشخصيات - للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن استنكاره الشديد لهذه الأعمال الإرهابية. وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي بأن مشاركة الملك عبدالله الثاني في المسيرة، تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي، تأتي في إطار الجهد الملكي المستمر في الدفاع عن الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف ومبادئه النبيلة القائمة على الوسطية والتسامح ونبذ الإرهاب والتطرف وكل ما ينسب له من أعمال ترفضها تعاليمه السمحة، كما تأتي لإظهار التضامن الكامل مع الشعب الفرنسي وقيادته في هذه الظروف وأيضًا إدانة للإرهاب الذي يقتل الآلاف من الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين في العراق وسوريا واليمن ونيجيريا وغيرها من الدول. وأشار البيان إلى أن مشاركة العاهل الأردني في المسيرة، التي تحظى بدعم وتأييد عالميين، تعد بمثابة رسالة لا تقف عند إدانة الأحداث الإرهابية التي طالت أبرياء في باريس وحسب بل وتمتد لنبذ العنف والتطرف والإرهاب بوصفه خطرًا يهدد أمن الجميع ويتطلب تضامنًا دوليًا في مواجهته ومحاربته بشتى السبل والوسائل، منوهًا بأن الملك عبد الله الثاني حرص في كل مناسبة وحدث إقليمي وعالمي بارز على التأكيد على سماحة الإسلام ورفض ربط الإرهاب والتطرف به. كما تعكس مشاركة العاهل الأردني في المسيرة - حسبما ذكر البيان - الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة بالتعاون مع مختلف الأطراف والقوى الإقليمية والعالمية في التعامل مع مخاطر الإرهاب والتطرف التي تطال الجميع ولا تستثني أحدًا، كما تشكل تضامنًا مع الشعب الفرنسي الذي يضم ستة ملايين مسلم بين أبنائه وبناته والذين يجمعون بلا هوادة على أهمية رفض كل ما من شأنه الإساءة إلى الدين الحنيف ويقدمون من خلاله كمسلمين نموذجًا للعيش المشترك. وتأتي هذه المسيرة بعد نداءات لمرجعيات إسلامية فرنسية لحشد أكبر تأييد لهذا الحدث لتكون بمثابة رد على كل من ينسب مثل هذه الأعمال الإرهابية والجبانة زورًا وبهتاناً للدين الإسلامي الذي ينتهج الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن وبالحجة والمنطق، كسبيل للدفاع عنه وعن مبادئه السمحة. وكان الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبدالله ، وفور وصولهما إلى جانب الزعماء والقادة المشاركين في المسيرة، قد تجمعوا في قصر الإليزيه في لقاء تضامني قصير مع الرئيس الفرنسي قبل أن ينطلقوا إلى ميدان الجمهورية، للمشاركة في المسيرة. وكانت فرنسا قد شهدت في الآونة الأخيرة عمليات إرهابية، والتي كان آخرها الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الأربعاء الماضي والذي نفذه ثلاثة مسلحين ملثمين برشاشات أوتوماتيكية وأطلقوا النيران بشكل عشوائي على المتواجدين، مما أسفر عن مصرع عشرة صحفيين واثنين من رجال الشرطة وإصابة نحو عشرين آخرين من بينهم أربعة وصفت حالاتهم بالخطرة. وكانت الشرطة الفرنسية قد تمكنت، مساء أمس الجمعة، من قتل اثنين من منفذي الهجوم على الصحيفة وهما الأخوان كواشي ، وذلك بعد اقتحام عناصر الشرطة للمبنى الذي كان يتحصن به الأخوان، في بلدية " دامارتان أو جويل سين ومارن" شمال شرقي باريس.