"مجلس الأمن ليس نهاية المطاف"..رسالة قوية يبعثها المنتخب الفلسطيني "الفدائي" من على أرض ستاد "أنجري" في مدينة نيوكاسل بأستراليا غدا، حيث يشارك لأول مرة في تاريخه في نهائيات كأس الأمم الآسيوية، ليوجهها إلى كل من عارض مشروع القرار العربي الفلسطيني لوضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية ومن بينهم أستراليا التي استخدمت حق "الفيتو" ضد مشروع القرار في مجلس الأمن وهى الدولة المستضيفة للبطولة. وتتخطى مباراة المنتخب الفلسطيني أمام اليابان غدًا كونها مباراة عادية في بطولة دولية، بل إنها تساهم في لفت أنظار العالم مرة أخرى صوب القضية الفلسطينية وتعد استكمالا للحراك الدبلوماسي الذي تقوم به القيادة الفلسطينية في المحافل الدولية لنيل الاستقلال وإنهاء الاحتلال، لتتحول بذلك كرة القدم في هذه المباراة إلى "سلاح" يساند الحراك السياسي وتصبح وسيلة نضالية تساهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتؤكد على عظمته وإصراراه على الحصول على الحرية والاستقلال. وتحمل مشاركة المنتخب الفلسطيني في نهائيات البطولة الآسيوية القارية نكهة خاصة لاسيما في ظل الأوضاع السياسية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الذي يصر على سياسته القمعية وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتهويد القدس والمقدسات واتباع سياسات الإبعاد والاعتقال والقتل بحق الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من كل ذلك نجح منتخب "الفدائي" في تخطي كل هذه العقبات والوصول إلى نهائيات أمم آسيا. ويعول الجهاز الفني للمنتخب الفلسطيني بشكل أساسي على خبرة المحترفين في الخارج وهم الحارس رمزي صالح "سموحة المصري"، عبد اللطيف البهداري "الوحدات الأردني"، أليكسيس نورامبوينا "بلخاتوف البولندي"، لاعب الوسط جاكا حبيشة "كاراكا السلوفيني" ومحمود عيد "نايكوبينغس السويدي". وأنهى المنتخب الفلسطيني مساء اليوم استعداداته بتدريب أخير وكان التركيز فيه على الجوانب التكتيكية بعد متابعته لعدة مباريات ودية للمنتخب الياباني وتم رصد نقاط القوة ومكامن الضعف خلالها والتركيز عليها في الحصص التدريبية، وذلك بعد خوضه عدد من اللقاءات الودية قبل انطلاق بطولة أمم آسيا، حقق خلالها 4 انتصارات آخرها كان على فريق "جوهر" الماليزي، وخسر أمام منتخب أوزباكستان بهدف وحيد، كما خسر من منتخب السعودية بهدفين، وتعادل مع منتخب الصين في العاصمة بكين بدون أهداف. أما المبارة الثانية للمنتخب الفلسطيني ستكون أمام الأردن يوم الجمعة المقبل على ستاد "آمي بارك"، والمباراة الثالثة أمام العراق باستاد "كانبيرا"، وفي حالة تخطي منتخب "الفدائي" للجولة الأولى من البطولة سوف يلتقي مع منتخبات المجموعة الثالثة والتي تضم منتخبات الإمارات، البحرين، قطر وإيران. وأكد المدير الفني للمنتخب الفلسطيني أحمد الحسن أن طموح "الفدائي" من مواجهة اليابان ينقسم لشقين هما الظهور بمستوى مشرف يليق بتطور الكرة الفلسطينية، والرغبة في تحقيق إنجاز يتناسب مع تضحيات الشهداء والأسرى والجرحى، إضافة للشق الثاني المرتبط بالتأهل للدور الثاني، مشيرا إلى أن الفريق أعد العدة للعب بكل ما يملك من إرادة وقتالية وقوة وتنظيم وروح فدائية. والمنتخب الياباني حامل لقب النسخة الأخيرة من بطولة الأمم الآسيوية وأكثر منتخبات القارة تتويجا باللقب برصيد 4 ألقاب أعوام 1992 و2000 و2004 و2011، يطمح إلى استهلال رحلة الدفاع عن لقبه بفوز على المنتخب الفلسطيني، وتعويض إخفاقه في مونديال البرازيل بالخروج المبكر، فيما يعول اليابانيون على نجم الفريق كيسوكي هوندا، شينجي كاغاوا، يوتو ناغاتومو "انتر ميلان الإيطالي"، شينجي أواكازاكي "ماينز الألماني"، والقائد ماكوتو هاسيبي "اينتراخت فرانكفورت الألماني". وأعرب المدير الفني للمنتخب الياباني المكسيكي خافيير اجيري عن ثقته الكاملة في فريقه قبل مواجهة منتخب فلسطين، وقال "نحن الفريق حامل اللقب وواثقون في قدرتنا على الدفاع عن اللقب القاري، نحترم الفرق الأخرى ولكن نحن حامل اللقب وجاهزون للدفاع عن لقب كأس آسيا". وأضاف "نعرف أن منتخب فلسطين فاز بلقب كأس التحدي الآسيوي ونحترم ذلك، هذه مشاركتهم الأولى في مثل هذه البطولة الكبيرة، ونحن نعرف أنهم متعطشون للفوز، ويمتازون بالسرعة، خاصة في الهجمات المرتدة، وسنكون يقظين لهذا الأمر". وشدت الجالية الفلسطينية المتواجدة بكثرة في مدينة سيدني الرحال صوب مدينة نيوكاسل لمؤازرة المنتخب والشد من أزر لاعبيه في أول مباراة في أول مشاركة ضمن النسخة 16 من البطولة التي انطلقت في هونج كونج عام 1956 . ويخوض المنتخب الفلسطيني مباراة الغد وسط آمال بأن يحقق أداء مشرفا يعكس التطور الذي شهدته كرة القدم الفلسطينية ويوجه رسالة للعالم مفادها "على الرغم من الصعوبات والضغوطات وممارسات القهر التي يقوم بها الاحتلال، تأهلنا لنهائيات أمم أسيا ونلعب مع الكبار، ونرفع علم بلادنا ونردد نشيد وطننا على أرض أستراليا التي رفضت مشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولتنا في مجلس الأمن".