* "لاستامبا" الايطالية: السيسى أعطى درسا فى مواجهة الإرهاب * معرفة السيسي الصحيحة بالإسلام هو ما دفعه إلى الدعوة لتصحيح الخطاب الدينى * "يو إس توداي": رؤية السيسي لمكافحة الإرهاب أكثر عمقا * التفكير المستنير يمهد الطريق أمام التخلص من التطرف * "معهد واشنطن": السيسي حاول توعية الأمريكيين بخطر الإرهاب * حملة الجيش المصري في سيناء جزء من الحملة الدولية ضد الإرهاب سلطت وسائل الإعلام والمراكز السياسية فى العالم الضوء على رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى والمجهودات التى يبذلها فى مكافحة الإرهاب، خاصة على كلمته التى ألقاها من جامعة الأزهر، والتى دعا فيها إلى تجديد الخطاب الدينى، واللجوء إلى الاعتدال. وفى هذا السياق، أشادت صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية بدور الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مكافحة الإرهاب، وسلطت الضوء على كلمة الرئيس التي ألقاها من جامعة الأزهر منذ أيام، والتى أشار خلالها إلى أن الإسلام دين تسامح. وقالت الصحيفة إن "السيسى أعطى درسا فى مواجهة الإرهاب، وإن اختياره لجامعة الأزهر بالتحديد يبرز توجهه بالرسالة إلى الزعماء المسلمين على الأخص، من أجل القيام ب"ثورة فى الخطاب الدينى". وأضافت أن "السيسى يعرف عنه أنه مسلم تقى، ومعرفته الصحيحة بالدين الإسلامى هى ما دفعته إلى دعوة علماء الدين إلى تغيير الخطاب الدينى، وإعمال العقل". كما كشفت دراسة أعدها مارك جي سيفرز، الباحث في شئون الشرق الأوسط بمعهد واشنطن للدراسات السياسية، عن أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي حاول خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سبتمبر من العام الماضي بنيويورك، التأكيد على مخاطر الإرهاب التي لا تنحصر في منطقة الشرق الأوسط فقط، ولكنها تمتد لتشمل معظم أنحاء العالم". وقالت الدراسة إن "السيسي سعى إلى نقل رسالة مماثلة إلى كل من اجتمع بهم من كبار المسئولين السابقين والعاملين في الإدارة الأمريكية، فضلا عن عدد من أبرز المحللين وكبار رجال الأعمال". وأضافت أن "وجهة نظر السيسي في التصدي للإرهاب تنبع من ضرورة عدم تسييس الدين أو توظيفه لأغراض سياسية، وهو ما تسعى إليه العديد من الحركات والتنظيمات الإسلامية، أما في ما يتعلق بظهور تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق والشام، فيحث السيسي الحكومات الغربية على البحث عن مراكز التجنيد العاملة في أوساط المجتمعات المسلمة في الغرب وإغلاقها". وفي هذا السياق، يصرّ السيسي على أن حملة الجيش المصري ضد الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، تندرج في إطار الحرب ضد التطرف الإسلامي نفسها التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد «داعش». وقد رد السيسي بحزم وبتحدٍّ على الهجوم الذي شنّه جهاديون في 24 أكتوبر على موقع عسكري مصري في منطقة كرم القواديس بشبه جزيرة سيناء والذي أسفر عن مقتل ثلاثين جنديا على الأقل، معلنا حالة الطوارئ في بعض المناطق من شمال سيناء، ومتهما قوى أجنبية لم يسمها بتمويل الهجوم، ومتوعدا بشن "حرب شاملة" ضد الإرهاب. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن الموقف المصري من الصراع الراهن في ليبيا، ربما يمثّل بداية جديدة تختلف عن السياسات الحذرة تجاه التهديدات الأمنية العابرة للحدود، مما يدل على جدية القيادة المصرية الجديدة في تعاملها مع التهديدات التي يطرحها الإرهاب والتي تبرز من خلال وجود جماعات إرهابية مسلحة في سيناء وفي صحراء ليبيا الغير خاضعة للسلطة. وبالتوافق مع وجهة نظر المؤسسة الإسلامية "الأزهر الشريف" في مصر، يصرّ السيسي على أن الجماعات المتطرفة تستغل الدين والأفكار الدينية لأغراض سياسية، ولكنها لا تمثّل فهما صحيحا للإسلام. وعلى مستوى وسائل العلام الأمريكية المحلية، فقد أكد الدكتور يوناه جولدبرج، في تقرير نشرته صحيفة "يو اس توداي" الأمريكية، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقدم رؤية أكثر عمقا لمكافحة الإرهاب، حيث تتبلور رؤية السيسي في ضرورة إطلاق ثورة لمراجعة المفاهيم المغلوطة التي يروج لها الإرهابيون. وقد شدد السيسي، في الكلمة التي ألقاها في مطلع العام الجاري بجامعة الأزهر، على أهمية أن تتولى المؤسسات الدينية ذات التوجهات الوسطية مسئولية القيادة والتوجيه في المجتمعات الإسلامية. وقالت الصحيفة إن "المذبحة التي شهدتها باريس الأربعاء الماضي تسببت في إصابة العالم بصدمة قاسية، وبالتحديد النخبة المثقفة، ولكن فور وقوع هذه الجريمة ظهر ما يشبه الإجماع على أن منفذي هذه الجريمة من المتطرفين الإسلاميين، وهو ما يمكن أن يعزز من أهمية مطالبة السيسي بالتصدي للإرهاب". وأضافت أن "الخطاب الذي ألقاه السيسي في مطلع العام الجاري في جماعة الأزهر، يكتسب المزيد من الأهمية، حيث إن الأفكار التي حذر من تغلغلها في الغرب، كما أن موعد الخطاب سبق مذبحة باريس، وأن السيسي يخاطب المشاركين في الاحتفال بالمولد النبوي بإعادة النظر في التفسيرات الخاطئة التي تمثل الأساس النظري لجماعات الإرهاب". وأكدت الصحيفة أن "ذلك يعني تجريد هذه المجموعات من أخطر الأسلحة التي تلوح بها في مواجهة المجتمع ودول العالم الأخرى، بل إن السيسي حذر من الأفكار المتطرفة التى جعلت العالم الإسلامي مصدرا للقلق والاضطراب وعدم الاستقرار والقتل والدمار، ومن ثم فمن المستحيل أن تستمر هذه الأوضاع". وحرص السيسي على أن يؤكد بكل وضوح أنه لا يتطرق على الإطلاق إلى الدين الإسلامي، ولكنه يحذر من الفهم الخاطئ الذي يتناقض مع أسس الإسلام الواضحة والنقية، بالرغم من أن بعض الأفكار التي حظيت بالقداسة طوال عدة قرون، يجب أن تتعرض للمراجعة، وأشار السيسي إلى ضرورة النظر المستنير إلى التراث الإسلامي في جميع المجالات.