قال الانبا ابراهيم اسحاق بطريرك الاقباط الكاثوليك فى رسالته البطريركية بمناسبة عيد الميلاد المجيد إن شعوب عديدة تحتفل هذا المساء بليلة عيد ميلاد المسيح، مضيفا: "لقد مضى عشرون قرناً من الزمن على هذا الحدث الإلهي العجيب الذي غير حياة الملايين من البشر ولايزال طفل بيت لحم يجذب ملايين النفوس إليه.. فقد آتي المسيح ليقيم جسراً بين السماء والأرض". وأضاف الانبا ابراهيم اسحاق: لقد دعت الكنيسة الكاثوليكية إلى سينودس العائلة أو إلى مجمع خاص لدراسة كل ما يمس شؤونها آمالها وآلامها، خلال شهر أكتوبر 2014 وقد اشتركت ممثلاً للكنيسة الكاثوليكية المصرية مع سائر الآباء بطاركة الشرق الكاثوليك ونوقش خلال المؤتمر أهمية إعداد وتربية الأجيال لإقامة زواج راسخ الأركان، قائم على الحب والاستقرار وعلى الإيمان والرجاء والمحبة ، وما يقدمه الزواج من نتائج بناءة للمجتمع وأن المستقبل الباهر يرتكز على الأسرة الآمنة المستقرة". ولفت إلى أن قيم العائلة المسيحية تواجه في عصرنا تحديات خطيرة تحاول أن تخترق السر الأعظم في المجتمع، سر الزواج المقدس، والارتباط بين الرجل والمرأة لصالح الأبناء والأجيال وخير الأمم والشعوب، تشعر الكنيسة بخطر تيارات لا تقيم وزناً للشريعة العظمى، شريعة الزواج وأنتشر في مناطق عديدة ما يسمى بالزواج الحر دون التزام ديني، ونسينا أن مؤسس الأسرة البشرية هو الخالق القدوس قد نشأ عبث الفوضى الأخلاقية وأضحى الانفصال والطلاق تياراً يتسع يوماً فيوماً وكانت وستظل دوما الضحية هم الأطفال والأجيال التي تنشأ بعيداً عن حضن الأسرة ودفء حب الأب والأم وحدث ما نراه ونلمسه من انهيار كثير من القيم السامية التي قامت عليها أسس الحضارات والتقدم وأهمها قيمة "العائلة". واختتم الانبا ابراهيم اسحاق كلمته قائلا: "نصلي هذا المساء، متحدين مع قداسة البابا فرنسيس رئيس كنيستنا الكاثوليكية ومع البطاركة والأساقفة والكهنة والشعوب، نصلي من أجل عالم آمن يرتكز على عائلة مستقرة مطمئنة، ومن أجل أسرتنا الكبيرة مصر الغالية ليحفظها الله من كل شر، ونصلي من أجل رئيس الجمهورية ليُعضده الرب لكي نثبت للعالم كله أن مصر دولة حرة حضارية تبني المستقبل لتظل منارة للشعوب، ونصلي ان يتقبل الرب شهدائنا في موكب المجد وان ينعم بالحكمة على كل من يحمل المسؤولية".