ترأس صباح اليوم، البابا ثيؤدوروس الثاني، بطريرك الروم الأرثوذكس بالإسكندرية، وعموم إفريقيا، قداس صلاة عيد الميلاد بكاتدرائية القديس نقولاوس بالحمزاوي بالقاهرة، كما ترأس البابا أغريغوريوس الثالث، بطريرك الروم الكاثوليك، قداس صلاة العيد بمقر البطريركية بالظاهر، والمطران كريكور أوغسطينوس كوسا، مطران الأرمن الكاثوليك بمصر، قداس عيد الميلاد، بكاتدرائية بطريركية الأرمن الكاثوليك بوسط القاهرة، وسط حضور ممثلين عن الرئيس عبدالفتاح السيسي. وكان المطران منير حنا، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا والقرن الإفريقي، والمطران الرئيس لإقليم القدس والشرق الأوسط، ترأس مساء أمس، بكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك، قداس العيد. وشهد قداس العيد، حضور محمد يحيي، أمين رئاسة الجمهورية، مندوبًا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وألقى حنا كلمة تحمل عنوان "السماء تقول: لاتخافوا"، قال فيها "وسائل الإعلام تنشر كل يوم الأخبار المخيفة عن الحوادث الإرهابية، والحروب، والزلازل، والأعاصير، والاوبئة، ولعلنا سمعنا الأسبوع الماضي عن العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 140 من الأطفال الأبرياء في منطقه بيشاور بباكستان، وهنا في مصر نسمع أيضًا عن أحداث إرهابية بين الحين والآخر تودي بحياة مواطنين أبرياء من رجال الشرطة والجيش الذين يبذلون حياتهم دفاعًا عن الوطن، وفي سوريا والعراق نسمع عن تنظيم "داعش" الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط بأسرها، أنها أخبارًا مخيفة حقا، لذلك فإن رسالة السماء لنا اليوم لاتخافوا". ويختتم حنا كلمته بالقول "أننا نصلى اليوم من أجل مصر، وهي تخوض حربًا ضد الإرهاب، وتتطلع إلى تحقيق الديمقراطية والتنمية الشاملة، وهذه مسؤولية كل مصري، ونصلى من أجل أشقائنا في سوريا، والعراق، وفلسطين، والسودان حتى ينزع الله العنف، وسفك الدماء، ويعبر بنا جميعًا إلى بر السلام، دعونا أيها الأحباء أن نطرح الخوف خارجًا، ونحب الله، ونحب جيراننا، ومعا نعمل ونبني بلادنا الحبيبة مصر". كما ترأس احتفال الكنيسة الكاثوليكية بمصر، بعيد الميلاد، مساء امس ، بإقامة قداس العيد بكاتدرائية السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بمدينة نصر، الأنبا إبراهيم أسحق، بطريرك الكنيسة الكاثوليكية، ويشاركه الصلاة الأنبا يوحنا قلته، المعاون البطريركي، وراعي كاتدرائية العذراء، والأب الدكتور هاني باخوم، سكرتير البطريرك، والأب الدكتور شنودة شفيق، رئيس الكلية الإكليريكية بالمعادي، والأب جورج جميل. وشهد قداس العيد، حضور السيد عبدالعزيز الشريف، أمين رئاسة الجمهورية، مندوبًا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى جانب عدد كبير من المسؤولين، وممثلي الأحزاب، والشخصيات العامة، وممثلين عن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وزراء الداخلية. والقى أسحق، كلمة خلال القداس، تحمل عنوان "ميلاد المسيح ميلاد العائلة المقدسة"، يتناول خلالها قضية الطلاق والزواج للأقباط، في ضوء دعوة الفاتيكان لسينودس العائلة لدراسة كل ما يمس شؤونها، أكتوبر الماضي، والذي شارك فيه، قائلاً "ناقش المؤتمر أهمية إعداد وتربية الأجيال لإقامة زواج راسخ الأركان، قائم على الحب والاستقرار، وما يقدمه الزواج من نتائج للمجتمع، وأن المستقبل الباهر يرتكز على الأسرة الآمنة المستقرة، كما أشار المؤتمر إلى الأخطار التي تحيط بالعائلة مثل الهجرة الإجبارية فيتفرق شملها والفقر والبطالة، الإجهاض، الطلاق، وانتشار الزواج المثلي، والعقبات التي تعطل الارتباط بالزواج سواء اقتصادية أو اجتماعية، وأعلن المؤتمر أن المسيح قدم للبشرية في الإنجيل تعاليمه السامية التي تقدم الرجاء الحقيقي لقيام أسرة مؤمنة، وأوصى المؤتمر بأن تتصل وتتوسع مراكز إعداد الشباب للزواج وبناء أسرة والكشف عن روعة الزواج المسيحي في ثباته". ويضيف أسحق "إن قيم العائلة المسيحية تواجه في عصرنا تحديات خطيرة تحاول أن تخترق السر الأعظم في المجتمع، سر الزواج المقدس، وتشعر الكنيسة بخطر تيارات لا تقيم وزناً لشريعة الزواج وأنتشر في مناطق عديدة ما يسمى بالزواج الحر دون التزام ديني، ونسينا أن مؤسس الأسرة البشرية هو الخالق القدوس، نشأ عبث الفوضى الأخلاقية وأضحى الانفصال والطلاق تياراً يتسع يوماً فيوماً وكانت وستظل دوما الضحية هم الأطفال والأجيال التي تنشأ بعيداً عن حضن الأسرة ودفء حب الأب والأم وحدث ما نراه ونلمسه من انهيار كثير من القيم السامية التي قامت عليها أسس الحضارات والتقدم وأهمها قيمة العائلة". مختتما كلمته بالقول "أننا نصلي من أجل عالم آمن يرتكز على عائلة مستقرة مطمئنة، ومن أجل أسرتنا الكبيرة مصر الغالية ليحفظها الله من كل شر، ونصلي من أجل رئيس الجمهورية ليُعضده الرب لكي نثبت للعالم كله أن مصر دولة حرة حضارية تبني المستقبل لتظل منارة للشعوب، ونصلي ان يتقبل الرب شهدائنا في موكب المجد وان ينعم بالحكمة على كل من يحمل المسؤولية".