كتب الناقد الروسي أ.ف. كاراغانوف عن السينما وتأثيرها على المعتقدات والأفكار، وصياغتها للعقول: "النظام الرأسمالي يستخدم ليس فقط السجن والعنف وقوى الشرطة، وإنما أيضاً الثقافة والإعلام، بصورة فعالة، من أجل السيطرة على عقول الجماهير ، ويلعب الفن السينمائي دوراً كبيراً لا بل دوراً حاسماً في التأثير على الإنسان، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه الصحافة والتليفزيون، فشبكات التليفزيون تتعاون مع المؤسسات السينمائية من أجل تشكيل أفكار معينة لدى المواطنين". ارتبط الفن السينمائي بصراع الأفكار وترويجها واتخذ في فترات معينة طابعاً سياسيا مميزا. فمثلا حرصت السينما الأمريكية على إظهار الجندي الأمريكي بعد انتكاسة فيتنام، كمحارب شرس لا يقهر، باستطاعته هزيمة جيش لوحده، ينقذ الناس من الظلم والأسر والاعتقال ويقتل المارة الأبرياء في سبيل تحقيق هدفه ويتوج في النهاية كبطل أوحد. وتبعتها في ذلك بوليوود في الهند التي تفننت في الإلهاء وتغييب الملايين من المعدمين المقهورين عن واقعهم المزري وتجميل الفارق الشاسع بين المعدمين وأصحاب الملايين وبالغت في تبسيط وتسطيح القضايا. فأصبحت بوليوود مضرباً للمثال في الوهم والبعد عن الواقع وباتت السينما بحق أفيونا للشعوب.. مجرد أكاذيب يُحتفل بها وتقام لها المهرجانات، حتى أصبح القائمون عليها نجوما للمجتمعات ومرجعية للإعلام المسخ في القضايا السياسية والاجتماعية بينما يُهمش أهل الرأي والحكمة والعلم. هذه السينما التي تروَّج بين الناس كفنٍّ راقٍ لا تساهم في خلق وعي على القضايا بل تساهم في تسطيح فكر المجتمع وإبعاده عن التفكير بعمق في المشاكل التي يعيشها وفهمها ومن ثم الرجوع إلى قواعد فكرية لوضع معالجات صحيحة تنبع مما آمن به أفراد المجتمع. إضافة لما سبق فإن إلهاء الرأي العام عن قضايا حيوية يعيشونها يساهم في تخدير الناس وإشغالهم بقصص خيالية لصغار المفسدين واللصوص لصرف نظرهم عن حقائق يشهدونها لنهب كبار اللصوص لحقوق العباد والبلاد. كما أن الحراك الكبير الذي تعيشه الأمة العربية منذ مدة ليست بالقصيرة، وبدأ يتشكل الآن بصورة أفضل، يخيف الغرب وأعوانه من أن يصل إلي كل العرب ، فيحدث زلزالا في المنطقة أكثر ، فتطاح عروش وتسقط تبعية الحكام للغرب ، فكانت السينما أداة للفت انتباه الناس وإلهائهم بالفكر السقيم والمتعة الرخيصة عن الفكر العميق المنتج الذي يؤدي للتغيير الصحيح الكامل الشامل. بإزاء هذا الواقع السيئ فإنا ندعو الجميع لنبذ كل أشكال الفكر الرخيص واللهو العبثي وندعوهم للتمسك بالقيم والأخلاق السوية.