- نصف تعداد الشعب الليبى استشهد على مدى عقدين فى سبيل حرية بلادهم واستقلالها - ليبيا تجاوزت العديد من الصعوبات الاقتصادية بفضل المساعدات الدولية واكتشاف البترول - القذافى انقلب علي السنوسى وثورة 2011 أعادت الجنسية الليبية للملك الراحل وعائلته يحتفل الشعب الليبي فى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر بعيد استقلال ليبيا ال(63) وتحررها من هيمنة الاستعمار بعد خوض ملحمة من الكفاح المرير قدم فيها نصف تعداده شهداء فى سبيل حرية بلادهم واستقلالها عبر سلسة من المعارك البطولية التى شهدتها مختلف مناطق البلاد على امتداد عقدين من الزمن. وجسدت هذه المعارك الوحدة الوطنية واصرار الليبيين على تحرير بلادهم من الاحتلال الايطالي بعد استعمارها لمدة 33 سنة منذ 1911، ثم بقاؤها تحت الادارة البريطانية (1944 - 1951) وناضل الليبيون تحت الادارة البريطانية سلميا من أجل استقلالها واستجابت الأممالمتحدة لمطلبهم ومنحت ليبيا الاستقلال فى المحافل الاقليمية والدولية كافة فى مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1951. ومع الاستقلال وتأسيس المملكة الليبية المتحدة واجهت ليبيا العديد من الصعوبات الاقتصادية وعجزا في موازنتها الأمر الذي دفع المملكة إلى الاعتماد على المساعدات الخارجية، حيث لم يكن للمملكة أية موارد طبيعية قبل اكتشاف النفط كما أنها افتقرت للعمالة المدربة، وبالرغم من كل التحديات الاقتصادية فقد كانت المملكة تعول على قطاعها الزراعي إذ كانت تأمل أن تضخ فيه الاستثمارات لزيادة الحاصلات الزراعية وتوسيع الرقعة الزراعية. وساهمت المساعدات الدولية فى التحسن الاقتصادي للدولة، وإن كان بوتيرة بطيئة، حتى تغير هذا الوضع فجأة تغيرا كبيرا في 1959 عندما تم اكتشاف مواقع لحقول نفط رئيسية في الزليتن ببرقة، ثم توالت اكتشافات الحقول تباعا مما ساهم فى تسريع التنمية الاقتصادية، وتكمن مزايا النفط الليبي في أسواق النفط ليس فقط في الكميات المتوفرة ولكن أيضا في جودة نفطها الخام. وتولى محمد إدريس السنوسي الحكم، كأول ملك على عرش ليبيا، بعد الاستقلال، وظل ملكًا عليها حتى انقلاب في 1 سبتمبر 1969 بقيادة معمر القذافي فأطاحت بحكمه، وحرم القذافى العائلة المالكة من الجنسية الليبية وصادر ممتلكاتها قبل أن يطردها من البلاد، وكان السنوسى وقتها في تركيا وتوجه لاحقًا إلى اليونان حيث أقام لفترة ثم انتقل إلى مصر برفقته زوجته الملكة فاطمة. وظل الوضع على ما هو عليه حتى قررت الحكومة الليبية إعادة الاعتبار للسنوسي، من خلال مرسوم رسمى صدر أوائل هذا العام، وأوضح أن الحكومة قررت إعادة الجنسية الليبية للملك الراحل وعائلته وإحصاء ممتلكاته التي صادرها معمر القذافي وإعادتها إلى ورثته. وحصلت ليبيا مرة أخرى على دعم المجتمع الدولي والعربى خلال ثورة السابع عشر من فبراير 2011 من اجل نيل حريتها من نظام غير ديمقراطي، ولا يزال الشعب الليبي يتطلع الى بناء دولته الحديثه دولة القانون والمؤسسات، والتعبير عن الرأي، على الرغم من انها مازالت تواجه أشكال مختلفة من التحديات خلال المرحلة الانتقالية، وخاصة ما تعانية من بعض المجموعات الارهابية المتطرفة.