يشهد قطاع السياحة أزمة طاحنة بسبب ارتفاع أسعار الحج هذا العام، مقارنة بأسعار العام الماضي، حيث تتراوح نسبة الزيادة ما بين 15 و20% فى حج الجمعيات الأهلية، و3% لحج القرعة، ومن 20 إلى 30% للحج السياحى، وذلك على عكس ما أعلنه وزير السياحة منير فخرى عبدالنور عقب اعتماد ضوابط الحج لموسم 1433ه/ 2012، وكذلك ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بنسبة 6% عن العام الماضى لمواجهة ارتفاع أسعار الوقود والخدمات. وتزايدت المطالبات بتشكيل الهيئة العليا للحج والعمرة في مصر، أسوة بالعديد من الدول الإسلامية التي تتواجد فيها مثل تلك الهيئة خاصة بسبب الارتفاع الشديد في أسعار الحج والعمرة والتوقعات باستمرار تلك الزيادة في الأعوام القادمة. وأكد خبراء السياحة أن تشكيل الهيئة يعمل على تخفيض أسعار الحج والعمرة خاصة مع حصول الحاج أو المعتمر علي التأشيرة مجانًا بدلاً من قيام شركات السياحة بالحصول علي التأشيرات بالمجان ومنحها للمعتمرين والحجاج بمقابل يصل في بعض برامج الحج إلي 15 ألف جنيه للتأشيرة الواحدة، مؤكدين أن الحج في مصر أسعاره أعلي بكثير من العديد من الدول الأخرى الأعلى دخلاً، ومنها الدول الأوروبية والولايات المتحدة ذاتها التي تصل أسعار الحج فيها إلي نصف أسعار الحج السياحي في مصر. وانتقد الخبراء مطالبات القطاع السياحي ضم حج القرعة إلى الحج السياحي ومنح القطاع السياحي كامل حصة مصر من تأشيرات الحج والتي تصل إلي 80 ألف تأشيرة، مؤكدين أن هذا يقضي تمامًا علي أمال المصريين متوسطي الحال والفقراء في أداء فريضة الحج. واعتبر الخبراء أن ادعاءات بعض الشركات السياحية بقدرتها علي تنظيم حج القرعة بذات الأسعار ولكن بخدمات أفضل هو حق يراد به باطل.. وكان الأجدر بهم تخفيض أسعار الحج السياحي، بدلاً من تحميل منظمى رحلات الحج الزيادة فى الأسعار لما تشهده السعودية من توسعات أمام الحرم المكى الشريف وإزالة الفنادق، وهو ما جاء عكس تصريحات المسئولين فى وزارة السياحة والشئون الاجتماعية والداخلية بتخفيض أسعار الحج هذا العام. وأكد الخبراء أن التأشيرات كافة يتم منحها إلي مصر بالمجان وهو الذي يفسر الفارق بين أسعار الحج السياحي وحج القرعة الذي لايحمل أي أسعار للتأشيرة علي برنامج الحج، إضافة إلى أنه يتم خلاله حساب أسعار تذاكر الطيران، كما تحصل عليها وزارة الداخلية وهو ما لايتم في الحج السياحي الذي يحمل البرامج أسعار إضافية غير مبررة. بجانب ذلك فإن الحج السياحي يحسب تذاكر الطيران تبعا لأعلي سعر لها رغم أن الشركات السياحية تقوم بحجز أغلب تذاكر الطيران قبل موسم الحج بوقت كبير، إضافة إلى أن حساب تكلفة خدمات الحاج في القرعة من المطوفين تكون بربع أسعار ما يتم حسابه للحج السياحي مما يؤدي إلى ارتفاع اسعار الحج السياحي بصورة كبيرة عن حج القرعة. فى المقابل أوضح ناصر تركى عضو لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، أن الشركات تنتهج أسلوب الشفافية فى الأسعار، مشيرًا إلى أن الحج السياحى يختلف تمامًا عن الحج الخاص بالقرعة أو الجمعيات فالحاج عن طريق الشركات السياحية يقيم فى فنادق 5و4 نجوم مقارنة بالجمعيات. وقال تركى إن أسعار برنامج الحج السياحى تحكمه أسعار الفنادق والطيران، موضحًا أن أسعار الفنادق بمدينة مكة تزيد 20% سنويًا وذلك بسبب عمليات التطوير المستمرة بالمدينة الى جانب قلة أعداد الفنادق ال5 نجوم، إضافة إلى أن مصر للطيران ترفع أسعارها سنويا حتى وصلت هذا العام الى 6500 جنيه للتذكرة، مشيرًَا إلى أن البرنامج يشمل جميع أمور الحج وهو ما يزيد من أسعار البرنامج السياحى. ويقول إن الوزاراة تحدد نسبة 15% حدًا أقصى من سعر البرنامج وهو ما لا تحققه الشركات حيث ينحصر ربحها فى ظل هذا الارتفاع المستمر فى الأسعار ما بين 4و5 % مما دعا إلى عدم قدرة الشركات السياحية أن تنجح خلال مواسم الحج. وأضاف تركى أن الوزارة والغرفة بدآتا فى استعدادهما لموسم الحج هذا العام مبكراً حيث تقدم نحو الف شركة سياحية بزيادة إلى 15% علي العام الماضى وستعمل الشركات التى ستنظم عمليات الحج فى توثيق العقود بداية من شهر رمضان وحتى نهاية شهر شوال كما أن هناك تعاوناً بين الشركات والوزارة وأيضًا الغرفة لنجاح الموسم. وأوضح أن إعلان وزارة التضامن عن تأسيس شركة تعمل فى مجال السياحة الدينية هى بدعة إعلامية فقط ويمكن لها أن تنجح تنظيما وتفشل إشرافيًا نظراً لكونها حديثة العمل بهذا المجال الذى يصعب العمل فيه سوى للمتخصصين فقط.