اتخذت الإدارة الأمريكية، الأربعاء، قرارات تاريخية من أجل تطبيع العلاقات مع كوبا، بعد قطيعة دامت أكثر من نصف قرن تعود إلى عهد الرئيسيْن الأمريكي جون كينيدي ونظيره الكوبي فيدال كاسترو، عانى خلالها الكوبيون من الحظر المفروض عليهم من الحانب الأمريكى. وجائت هذه الوثبة فى العلاقات بين البلدين، بعد تبادل الإفراج عن جواسيس كانوا محبوسين منذ أعوام، حيث قامت كوبا بالإفراج عن موظف المساعدات الأميركي آلان غروس الذي اعتقل في ديسمبر 2009 وحُكم عليه بالسجن 15 عاما لتورطه في تهريب معدات إنترنت قالت هافانا إنها تأتي في إطار عمليات تجسس. وكانت العلاقات الأمريكية-الكوبية قد توترت فى منتصف القرن الماضى، وبعد تولى فيدل كاسترو مقاليد الحكم في هافانا، أعلنت الولاياتالمتحدة حظرا اقتصاديا على كوبا. ويعد الصراع الكوبي الأمريكي هو آخر بقايا الحرب الباردة، وله جذوره الطويلة منذ بدايات الاستقلال الكوبي وخروج الإسبان، مما سهل الاحتلال الأمريكي لكوبا عام 1899ولفترتين حتى نيل الاستقلال في عام 1902م ماعداْ قاعدة غوانتنامو في أقصى الشرق الكوبي والتي اكتسبت شهرة عالمية في وقتنا الحاضر نتيجة وجود أسرى يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة بالرغم من ثبوت براءة العديد منهم من تهمة الإرهاب أو الانتماء للقاعدة. كما ان أزمة الصواريخ الروسية الشهيرة أسهمت في تعميق الخلاف الأمريكي الكوبي، وكادت ان تودي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة، أما الإجراء الدبلوماسي التي قامت به أمريكا تمثل في أبعاد كوبا من منظمة الدول الأمريكية في عام 1962. في عالمنا اليوم السياسة تتغير وليست ثابتة واليوم كل دول أمريكا اللاتينية تقف الى جانب كوبا ورفضت الحصار الامريكي المفروض عليها. وواصلت العلاقات الأمريكية الكوبية التدهور بعد ذلك، إلى أن قررت واشنطن، الأربعاء، تطبيع علاقاتها مع هافانا، التي أكدت أن الخسائر التي تكبدها اقتصادها جراء الحظر وصلت إلى 117 مليار دولار أمريكي. وجاء قرار التطبيع فى جو من الترحيب الدولى، حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استعداد المنظمة للمساعدة في تحسين العلاقات بين البلدين، وعبر بابا الفاتيكان، الذى كان له فضلا كبيرا فى عودة العلاقات بين البلدين، عن ارتياحه الكبير لما وصفه بالقرار التاريخي، كما رحب رؤساء أميركا اللاتينية بإعلان أوباما وكاسترو وقال عنه الرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو، أنه تصحيح تاريخي. وعلى الصعيد الآخر قوبل القرار بالاستهجان من الجانب الأمريكى، ليس فقط على مستوى المعارضة المتمثلة فى الجمهوريين، بل عبر بعض المنتمين الى الجزب الديموقراطى عن امتعاضهم من القرار، ووصفه البعض بانه يشكل غطاء لسلوك الحكومة الكوبية الفظ.