- إنفراجة مفاجئة فى العلاقات الامريكية الكوبية تنهى آخر بقايا الحرب الباردة - صفقة لإطلاق ثلاثة جواسيس كوبيين مقابل مواطن أمريكي تمهد الطريق لعودة العلاقات - هافانا تعيد أجهزة حساسة خاصة بالمخابرات الأمريكية بعد احتجازها لمدة عشرين عاما - واشنطن تايمز تتهم أوباما بتهديد مصالح امريكا -أوباما: العزلة لم تكن مجدية على مدى 50 عاما وسنتخلص من السياسة القديمة شهدت العلاقات الدولية اليوم "الأربعاء" تطورا تاريخيا، كان يستبعد أغلب المحللين حدوثه حتى وقت قريب، وذلك بالاعلان المفاجئ لكل من الولاياتالمتحدةوكوبا تطبيع علاقاتهما الدبلوماسية، وإنهاء قطيعة دامت 54 عاما. وجاءت الانفراجة المفاجئة في العلاقات المقطوعة والمتوترة بعد حصار أمريكي خانق عانت منه كوبا طيلة هذه المدة، بعد إفراج السلطات الكوبية عن مواطن أمريكي يهودي يدعى آلن غروس المعتقل في سجون كوبا منذ خمس سنوات بتهمة التجسس، مقابل إفراج واشنطن عن ثلاثة كوبيين. وأكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن إقدام إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، يمثل محاولة جادة للتخلص من آخر رواسب الحرب الباردة، حيث استمر توتر العلاقات بين الدولتين على امتداد ما يقرب من ستين عاما. وأعرب الرئيس اوباما عن اتجاه بلاده نحو تطبيع العلاقات مع كوبا، وتعهدت الإدارة الأمريكية باتخاذ عدد من التدابير منها إعادة فتح سفارة كوبا في واشنطن وكذلك إعادة فتح السفارة الأمريكية في العاصمة الكوبية هافانا، بالإصافة إلى التخفيف من القيود المفروضة على سفر مواطني البلدين، وتسهيل حركة انتقال التجارة بينهما، وذلك في غضون فترة لا تزيد على عدة أسابيع. وكشفت واشنطن بوست عن مفاوضات سرية أجرتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما استغرقت 18 شهرا، حيث تقرر خلالها الإفراج عن المواطن الأمريكي الأن جروس المعتاقد مع وكالة التنمية الأمريكية، وقد اعتقل جروس في كوبا عام 2009، وصدر حكم بسجنه بعد محاكمته لمدة خمسة أعوام. وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، وافقت على إعادة بعض الأجهزة الالكترونية الحساسة الخاصة بوكالات الاستخبارات، التي تمت مصادرتها منذ ما يقرب من عشرين عاما، إلى الولاياتالمتحدة مرة أخرى، وذلك في مقابل ثلاثة من المواطنين الكوبيين المسجونين منذ عام 2001 بتهمة التورط في أنشطة تجسس مناوئة للولايات المتحدة. وغادر الآن دجروس كوبا صباح اليوم "حسب التوقيت المحلي للولايات المتحدة الذي يتأخر عن توقيت القاهرة بنحو سبع ساعات"، وكان برفقة جروس كل من زوجته وعدد من أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب بالولاياتالمتحدة، ووصل إلى قاعدة أندروز الجوية القريبة من واشنطن، وفي الوقت نفسه وصل السجناء الكوبيون إلى بلادهم. وشنت واشنطن تايمز المقربة من الحزب الجمهوري هجوما قاسيا على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بعد قرار البدء في تطبيع العلاقات مع كوبا بعد مرور نحو ستين عاما من التوتر. وزعمت الصحيفة أن الرئيس المريكي باراك يعد أسوأ الرؤساء الأمريكي منذ عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر، فقد وافق اوباما على مبادلة المواطن الأمريكي الان جروس الذي كان يقضي عقوب السجن في كوبا، مقابل ثلاثة من الجواسيس الكوبيين المحتجزين في سجون الولاياتالمتحدة. وأضافت أن أوباما سبق له أن وافق على الإفراج عن خمسة من معتفلي معسكر جوانتنامو في مقابل الإفراج عن السرجنت بيرج دال الذي كان محتجزا لدى مقاتلي حركة طالبان الأفغانية، في حين تفاوض الرئيس الأسبق جيمي كارتر على التفاوض حول إطلاق سراح الدبلوماسيين المريكيين المعتقلين في مبنى السفارة الأمريكية في طهران، عام 1979، بعد نجاح الثورة التي قادها الإمام الخوميني في الإطاحة بحكم الشاه محمد رضا بهلوي أحد أقوى حلفاء أمريكيا في العالم. وكانت الولاياتالمتحدة فرضت حظرا تجاريا على كوبا باعتبارها عدوتها في الحرب الباردة الاقرب الى سواحلها، في عام 1960 وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ 1961. وقال مسؤول اميركي ان بابا الفاتيكان البابا فرنسيس لعب دورا رئيسيا في التقارب التاريخي بين واشنطن وهافانا، موضحا ان البابا وجه نداء شخصيا الى باراك اوباما وراؤول كاسترو في رسالتين منفصلتين خلال الصيف، وان الفاتيكان استقبل موفدي البلدين لوضع اللمسات الاخيرة على التقارب. وأجرى أوباما اتصالاً هاتفيا مع الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الثلاثاء، لوضع اللمسات الأخيرة على البيان الذي يتضمن الإعلان عن عودة العلاقات، واستغرق الاتصال ما بين 45 دقيقة، إلى ساعة، في اتصال هو الأول من نوعه على هذا المستوى بين الرئاستين منذ الثورة الكوبية، وقد بدأت المحادثات بين مسؤولين من البلدين منذ عام 2013 وقامت كندا برعاية هذه المفاوضات. وفي كلمته حول الحظر المفروض على كوبا قال أوباما الأربعاء: "لا أعتقد بأنه يمكننا أن نفعل الشيء ذاته على مدى خمسة عقود، ونتوقع نتائج مختلفة"، وبالرغم من تطبيع العلاقات قال أوباما إنه ما زال يريد تعزيز الحرية للمواطنين هناك، لكنه أوضح أنه "لا أتوقع بأن التغييرات التي أعلنت عنها اليوم ستحدث التغيير في المجتمع الكوبي خلال الليلة." وأكد أوباما أن "العزلة لم تكن مجدية" على مدى 50 عاما، وأنه سيتم التخلص من السياسة القديمة والتوجه إلى تخفيف العقوبات عن كوبا، كما سيتم تخفيف القيود على السفر اليها.