حدثني التعبان بن المرضان قال اصابنى مغص شديد واستنجدت بجاري عبد الحميد فاخذنى في سيارته الخصوصية إلى اقرب مستشفى حكومية وفى قسم الاستقبال رأينا كثيرا من النسوة والرجال مابين مريض وجريح ومتكئ وطريح فهذا شيخ جاوز السبعين ويحتاج إلى أكسجين وذاك طفل صدمته سيارة ودمه ينزف بغزاره وهذه عجوز في حاجه للجلكوز أما الأطباء والممرضات لم يكترثوا بالآهات فذهبنا إلى الطبيب المسؤل ففوجئنا به يقول لا توجد أماكن خاليه والأجهزة باليه وليس لدينا إسعافات ولا أدويه ولكي اختصر القصة تعالوا لي في العيادة الخاصة فتركنا وذهبنا إلى مستشفى آخر وظل الألم يعصرني عصرا وكانت المستشفى الثانية شبه خاوية فسألنا عن سبب ذلك فقالوا الدكاترة في ماتش الاهلى والزمالك فأيقنت أنى لا محالة هاللك وأخيرا وجدنا طبيبا واحدا في غرفته قاعد يتفرج على التلفزيون وهو يدخن الغليون ففحصني فحصا عميانى في خلال بضعت ثواني وقال( أعطوه بعض المهدئات وخذوه إلى غرفه العمليات مكان المريض الذي مات) فحملني من الممرضين ثمانية وأنا اصرخ مما بيه وقلت لزوجتي بهية طلعيني من المستشفى الحكومية فأخذتني إلى مستشفى استثماريه فدفعنا خمسمائة جنيه تحت الحساب وحجزوا لي غرفه بالطعام والشراب وفى كل خطوه يقولون هات هات لزوم التحاليل والإشاعات وفى النهاية اختلف اختلف الأطباء وتضاربوا في الآراء فقال الأول :عنده المصران ورد الثاني :لا بل مصاب بالسرطان فقال الثالث :لا بل إنها الزائدة الدودية فرد الرابع :بل تسمم من أكلة شعبية وعلى كل الظروف نفتح بطنه وبعدين نشوف فقالوا لزوجتى:ياست بهيه جوزك تلزموا عمليه ضرورية نسبه فشلها 90% أما النجاح فليس بعسير والله على كل شىء قدير ولا يوجد اي علاج سوى العملية ولايمينا على النقدية ولا داعي للانتظار وطلبوا الحساب بالدولار يعنى موت وخراب ديار فقلت لزوجتى: خدينى ياوليه من المستشفى دية ووفري فلوس العملية للجنازة والحانوتية فاغتاظ الأطباء ورفعوا برقع الحياء وقالوا لزوجتى باستهزاء أكليه أذن ما لذ وطاب من حمام وكباب ولا تحرميه من الخيرات فبعد أيام سيكون من الأموات وخرجت من المستشفى زي ما دخلت وحمدت الله على نجاتي من بالاوى المستشفيات وقد كتب الله لي الشفاء على يد إحدى الأطباء الأتقياء الرحماء