الاخبار :11/12/2008 بالرغم من تعليمات وزير الصحة بالزام المستشفيات الخاصة والاستثمارية.. بوضع تكاليف العلاج والعمليات الجراحية في لوحة بمكان بارز بالمستشفي إلا انني اتحدي ان يكون هناك التزام بهذا القرار. واذا وجدت هذه اللائحة فانها توضع في مكان لا يراها احد حتي العاملين انفسهم.. من اجل هذا وفي ظل غيبة الرقابة الفعالة فقد تحولت مهمة الطب إلي وسيلة للاثراء والتربح. ويبرر اصحاب هذه المؤسسات ان تكاليف انشاء المستشفيات وتجهيزها تصل إلي ملايين الجنيهات وانه لابد من تغطية هذه التكاليف وتحقيق هامش من الربح لانه ليس منطقيا ان ينفق عاقل هذه الملايين دون ان يستردها علي ان يحقق بذلك عائدا مجزيا يقدر بالملايين. واذا كانت هذه المشروعات الطبية تحقق لاصحابها الخسائر كما يدعي البعض فعلي اي أساس تتزايد اعداد هذه المستشفيات في المدن الكبري والمراكز ما لم تكن هناك اسباب غير معلومة لتغطية تكاليف الانشاء وبعدها العائد المجزي. إن عددا لا بأس به من المستشفيات الكبري تصنف اوضاعها بأنها مستشفيات استثمارية فندقية تضم احدث الاجنحة والغرف وتخصص لها ممرضات اجنبيات في معظم الاحوال علي مستوي عال من التدريب. والبعض الاخر وهم كثيرون مصريون وعرب يفضلون الاقامة في هذه الاجنحة من باب الفشخرة، الامر الذي لا يعنينا هنا في شيء. اما باقي درجات المستشفي الاولي والثانية فإن اسعار العلاج بها تفوق كثيرا ما يتم الاتفاق عليه من خلال وسيلة ابتكروها تسمي نظام »الباكتج« انهم يخدعون المريض بأن هذا النظام يغطي تكاليف العملية بالكامل. والحقيقة انه نظام يتم من خلاله مضاعفة ما تم الاتفاق عليه مقابل خدمات وهمية يفاجأ بها المريض في فاتورة العلاج. إن أي طبيب ممارس بالعيادات الخارجية وايا كان تخصصه لابد ان يمر علي المريض قد يكون للسلام ولكنه سلام يكلف المريض 001 جنيه في الزيارة الواحدة! والغريب ان عددا كبيرا من هذه المستشفيات تخصص مندوبات لتحصيل المبالغ المستحقة يوما بيوم حتي تضمن فلوسها ومستحقاتها اولا بأول وتفاديا لاية مشكلات او مصادمات عندما يفاجأ اهل المريض بالمغالاة في الاسعار وكثيرا ما تحدث مساومات علي ابواب المستشفي لتخفيض هذه المبالغ والسماح للمريض بالخروج.. وكثيرا ما تخضع المستشفيات لهذه المساومات حرصا علي سمعتها. اذا ما اختلف طبيبان كبيران في علاج مريض اجريت له جراحة في نفس المستشفي فالضحية هنا هو المريض فالكل مع مرور الوقت وفشل الاطباء في تحديد اسباب تردي حالة المريض يلقي باللوم علي الاخر.. هذا ليس كلاما مرسلا ولكنها تجربة مررت بها شخصيا ومازلت اعاني منها. لقد اجريت لزوجتي جراحة بعدد من هذه المستشفيات وسددت المبالغ المطلوبة الا انه علي مدي 3 أشهر وحتي الآن مازال الجرح ينزف وكل طبيب يدلي بدلوه في هذه المهزلة دون جدوي لقد توقف تفكيري وفشلت في البحث عن حلول للحد من معاناة الزوجة المنكوبة. الي من ألجأ ليحل لي هذه المشكلة والتي لا اعتقد انها مشكلة فردية بل هي حالة من مئات الحالات التي تصيب المرضي.. فكرت في اللجوء الي جهة محايدة او طبيب ثالث ونصحوني بأن هذا طريق شبه مغلق لانه من المعروف ان الاطباء يجاملون بعضهم البعض في هذه الامور. الدكتور الجبلي وزير الصحة انسان محترم وصديق يقدر أهمية رعاية المريض.. ترددت ان الجأ اليه حتي ارفع عنه اي حرج اولا وأنني لست هنا اشكو احدا وتركت الامر لله فهو وحده القادر علي الشفاء. زمان كانت خبرة الاطباء كفيلة بتعويض النقص في المعدات الحديثة.. ورغم ذلك فقد كانت مهنة الطب في هذا الوقت مهمة إنسانية لا مجال فيها للمساومة او التربح او الاثراء علي حساب المرضي.