لابد أن نعي جميعا أن الرياضة قضية أمن قومي لامجال للهزل فيها، مهما رأى البعض أنها مسألة هامشية أو " لعب عيال " لاتستحق الإهتمام، لأن الرياضة تؤثر في المجتمع بالإيجاب إذا عرف قيمتها الحقيقية، فالشعوب التى تمارس الرياضة تكون أكثر قدرة على الإنتاج والإبداع والتقدم فى كل المجالات، لأن من يمارس الرياضة يتمتع بالصحة التى هي أساس الحياة، فضلا عن القيم التى تغرسها الرياضة فى نفوس العامة وأهمها تنمية الشعور بالإنتماء للوطن، وشغل أوقات الشباب فى شىء مفيد وأبعادهم عن أعمال العنف والتخريب، وكم من المرات أدخلت الرياضة السعادة فى نفوس المصريين بانتصارات كانت ولازالت محل فخر وإعتزاز. أما علي مستوى رياضة المحترفين، نجدها مصدر عمل قطاع كبير من الشعب، سواء لاعبين أو مدربين أو إداريين وأطباء وعمال خدمات، فضلا عن المستفيدين من الرياضة وهم الذين يعملون في مهن متعلقة بها، سواء فى الصناعة أو الإعلام وحتى الباعة الصغار الذين تعد المباريات الرياضية مصدر رزق لهم. وحتى على المستوى السياسى نجد أن الرياضة لها دور فى تدعيم العلاقات بين الدول إذا تم إستثمارها بشكل إيجابى، مثلما لها تأثير سلبى إذا تم إستغلالها فى غير موضعها. وما نشاهده على الساحة الرياضية حاليا يشير إلى أن الرياضة فى خطر، بسبب الصراعات الدائرة والتى يفتعلها البعض من المغرضين لأجل مصالح شخصية، وعلى سبيل المثال الصراع الدائر بين رئيس اللجنة الأوليمبية ووزارة الشباب والرياضة فى عهد ثلاثة وزراء هم العامرى فاروق وطاهر أبوزيد وخالد عبد العزيز. وللأسف انقلبت الحقائق والأوضاع فى المنظومة الرياضية، وضاعت المعانى الجميلة وسط حالة الانفلات الأخلاقى التى نعيشها، وأصبحت الرياضة مرتعاً لسوء الخلق وعدم الاحترام في لغة الحوار بين الرياضيين، المفروض فيهم أن يكونوا هم القدوة للأخرين. وصار رموز الرياضة وكبرائها لا يحسنون الحديث، ولا يجيدون الحوار الراقي الذي يؤدي إلي نتائج إيجابية، وأصبح الأمر علي النقيض تماماً، وباتوا أسوة سيئة للشباب .. ولذلك باتت الرياضة فى حاجة إلى تدخل من القيادة السياسية لإنقاذها من بين أيدى المغرضين.