تناولت الصحف السعودية في افتتاحيتها اليوم، الخميس، التعليق على القمة العربية التي ستبدأ أعمالها اليوم في العاصمة العراقية بغداد، مؤكدة أن من أهم نتائج هذه القمة هو عودة الابن "العراق" إلى أمه وإلى رحمه، معربة عن أملها في أن يواكب ذلك أيضا عودة الأمل الذى طال انتظاره في التئام الشمل ووحدة الموقف والإرداة العربية في مواجهة التحديات. واعتبرت صحيفة "اليوم" أن مجرد انعقاد القمة العربية في بغداد بالذات، إعادة اعتبار للهوية العربية للعراق، والتي تم التشكيك فيها كثيراً، وعبر سنوات طويلة مضت، سواء بقصد أو بدون قصد. وأشارت الصحيفة في كلمتها إلى أن الملف السوري، وكيفية التعامل معه، سيكون مسمار جحا الحقيقي أمام القمة. وتساءلت "اليوم" هل سيبقى التحدي الرئيس أمام المجتمعين في بغداد، أن يقرروا كيف ستكون العبرة أو النهاية؟ أو كيف سيكون المخرج من المأزق؟ واختتمت الصحيفة قائلة إن الأهم أو المثير، أن القمة مطالبة بمواقف واضحة وصريحة، فهل ستكون قمة بغداد، إعادة لدور العراق الذي لا ينكر عبر التاريخ، وكذلك عودة لموقف عربي غاب كثيراً عنا. وقالت صحيفة "البلاد" إن هذه القمة سيركز جدول أعمالها على قضايا الصراع العربي - الإسرائيلي، والأزمة في سوريا، والوضع في اليمن والصومال، وإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي بين الدول العربية، وتقييم العمل العربي المشترك، والإرهاب وتأثيره على المنطقة. ورأت أن الظروف الراهنة إقليمياً ودولياً تبدو معها القمة أمام تحديات صعبة، متسائلة: "هل ستتمكن قمة بغداد من حسم الملفات الصعبة أم ستكون القمة مناسبة للمزيد من التباعد والانقسام؟". وفي نفس الملف، قالت صحيفة "الوطن" إن العراقيين بإصرارهم الذي سبق انعقاد القمة على أن تكون في بغداد، ولو حتى لمدة ساعات، أرادوا أن يؤكدوا على الرمزية الكبيرة لانعقادها في بغداد. وأضافت الصحيفة أن العراقيين مطالبون، ومن خلال رئاستهم لمجلس جامعة الدول العربية خلال هذه الدورة، بكثير من الخطوات الحقيقية على الأرض. ورأت أن هذه الدورة ستشكل المعيار الحقيقي لاختبار النوايا والأفعال العراقية ضمن منظومة العمل العربي المشترك، وستكون الكيفية التي يديرون بها الملفات العربية الحساسة اليوم، وعلى رأسها سوريا التي تتقاطع مع إيران، الدليل الواضح على سياسة العراق العربية، وليس فقط مجرد انعقاد القمة في بغداد. وأضافت الصحيفة أن ذلك هو ما أكده وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بتأكيده على الدعم الكامل للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله واختيار حكامه وإدانة أعمال العنف والقتل، ودعم مهمة مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان في سورية. وفي نفس السياق، رأت صحيفة "الرياض" أن عقد القمة العربية في العراق يعتبر دافعاً لأن نأخذ الأولويات الأساسية ضمن معرفة تتسع لمعالجة أي قضية حتى لا نقع في عزل بلد عن محيطه وفق منظور كان من المفترض أن يقدر مواقف كل الأطراف. وقالت الصحيفة إن ابتعاد العراق أضعف الموقف العربي وبصرف النظر عن المتسبب، فالموقف يحتاج لرؤية بعيدة لا تبني الصور على ما جرى، بل أخذ المستقبل قيمة تحدد دور كل بلد في منظومته العربية. وأوضحت أنه بعيداً عن التأويلات ومجريات الأحداث، فالعراق التي تستضيف القمة العربية تريد أن يكون لاعباً في الشأن العربي، لكن من دون الرؤية العالقة للماضي، وهذا واقع أن تقترب الأقطار العربية منه حتى لا تبقى المسألة نفسية، لا سياسية بروابط جديدة تلتقي على أهداف واضحة. وعلقت صحيفة"عكاظ" من جانب آخر على رفض النظام السوري لأي مبادرة يمكن أن يتوصل إليها القادة العرب ومن يمثلهم من المجتمعين في قمة بغداد. ورأت الصحيفة أن دمشق تصر على استمرارها في التعنت حين ترفض مجرد أن تنتظر ما يمكن أن تسفر عنه القمة دون أن تدرك أنها عبر ذلك الرفض تفتح الباب ثانية لاحتمالات تدخل دولي لا يجد العالم عنه محيصا ودون أن تدرك أنها برفضها ذلك توعز للشعب السوري بالمسير قدما في ثورته التي لم يعد بإمكانه التراجع عنها.