"خارج الصندوق".. شعار ومصطلح يرفع حاليا وبكثافة في كل المحافل رغبة في التصدي للعديد من المشكلات المزمنة، وهي المشكلات التي فشلت العديد من الجهات في حلها، مشكلات تفاقمت عبر سنوات حتي باتت ازمات تعوق التنمية والتقدم، لأنها مزيج من المشكلات والموروثات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية التي يصعب حلها بالطرق التقليدية.. ولكن السؤال، ما هو الصندوق المنشود الذي نقصده؟ هل هو الصندوق الذي نصر ان نغلقه علي عقولنا، او افكارنا لتصبح سجينة انماط بالية من الافكار غير المجدية، لتسجن كل امل من شأنه ان نحقق من خلاله اي تقدم او نجاح لحل هذه المشكلات التي تفاقمت وتراكمت بشكل يصعب معه خروجها من اي صندوق او هو صندوق الزمان والمكان والاشخاص؟ فهناك اشخاص توحشت لتسجن الجميع داخل افكارها العميقة وتشيع الفشل والنمطيه! وبغض النظر عن كل هذا فقضية "خارج الصندوق" اصبحت مجرد كلمات فضفاضة يجري الجميع خلف كل من يرددها بلا تفكير، فمجرد ان يقال خارج الصندوق تجد الجميع مندفعا بشكل يجعله داخل الصندوق ذاته! وقد يكون المقصود هو حلول علمية وعملية جديدة تصنع معجزات، يحققها علماء وخبراء حلقوا خارج الصندوق، ووصلوا الي نتائج اذهلت الجميع بتفكيرهم "خارج الصندوق"، وهو ما يجعلنا نفكر في تقييم هذه النتائج التي تعد "خارج الصندوق" لنتعلم منها ما حققته من طفرات حققت معجزات مذهله من خلال حلول مبتكرة! والجدير بالذكر ان ما يعد "خارج الصندوق" يتعين ان يكون منتجا ذا جودة عالية يستحق ما ينفق من اجله "غير مبالغ فيه" من كافة الجوانب! فقد يكون الوصول للهدف "خارج الصندوق" مكلفا بشكل يجعلنا "داخل المصيدة" مصيدة الاستغلال او البيزنس! وقد يحاول جاهدا من يبيع لك منتجات "خارج الصندوق" ان يلف ويدور بك في متاهات وأذقة شمال ويمين ويشرح ويسهب في الابداع المأمول "خارج الصندوق"، وحينما تطلب منه خارطة الطريق يرفض قائلا ان وجود خارطة يدخلك "داخل الصندوق".. وهو ما يرفضه بتفكيره العبقري.. والناتج هو طرق وعرة جدا لا يمكن ان تصل الا لصندوق واحد، وهو صندوق عقل وفكر من يدعي انه يفكر "خارج الصندوق". دعونا نعيد النظر في مصطلح "خارج الصندوق".. دعونا نقييم من يدعو دعوة "خارج الصندوق" ولا نندفع لنغرق في "فخ الصندوق" فكم من صناديق اغرقت سفنا بمن فيها ووصلت للقاع.