تتمييز الدول السياحية الجاذبة للسائحين والوفود الأجنبية بما يسمى بسياحة الممشى ، أي يقوم السائحين وغيرهم من أهل المدينة بالتجول سيراً على الأقدام للتنزه وتفقد المعالم الآثرية والتراثية العريقة حسب طبيعة المدينة والمنطقة سواء كانت ترفيهية أو تجاريةأو سكنية. تقوم تلك الدول السياحية ببناء الأرصفة الجيدة والمنظمة لحركة السير ، فنجد خطوط واضحة وعريضة لتوضح سير الدرجات وكبار السن والمارة بشكل عام ، إلى جانب المقاهي الراقية والتي تسمى بمقاهي الرصيف. ففى دول العالم السياحية الكبرى أى اعتداء على الرصيف يعد اعتداء على الدولة شخصياً ، فالرصيف يمثل هيبة الدولة لأنه ملكية عامة تشرف عليها الدولة وتحميه كجزء من مسؤوليتها وحق أصيل للرعايا. يتميز الرصيف باهتمام كبير حيث يستخدم بعض المواطنين الرصيف للتريض والجرى أحياناً ، كما تقوم الدولة بتجميل الأرصفة بالأشجار والورود وعمل مقاعد ودكك لمواطنيها ليستريحوا وينتظروا المواصلات العامة ، حيث ينم الرصيف على مدى ثقافة ورقي الدول ومدى احترام لمواطنيها والأجانب والسائيحن الوافدين إليها. ولكن في مصر ، مهد الحضارة والتاريخ ، أصبح المواطن المصري لا يعرف معنى وقيمة الرصيف منذ عقود ماضت ، حيث تفاقمت الأزمة والجهل بقيمة الرصيف و أصبح أغلب الشعب المصري يعاني من انعدام الرصيف. إن الرصيف فى مصر يدل على القبح والجهل وعدم تكافؤ الفرص والبلطجة ، وضياع هيبة الدولة والعشوائية. فقد صارت شوارعنا بلا أرصفة تماماً ، حيث احتلتها السيارات لتتحول لأماكن للانتظار أو طريق للدرجات البخارية للهروب من الازدحام المروري. كما سيطرت الأكشاك والباعة الجائلين على الرصيف وانتشرت اللوحات الإعلانية المرخصة من قبل الحي والمحافظة. بالإضافة إلى تغول المتسولين والقمامة والمخلفات العضوية والحيوانات الضالة الحية منها والنافقة لقد كانت في الأزمنة السابقة نصيحة الآباء والأمهات التقليدية لصغارهم بالتزامهم الرصيف وعدم محاولة النزول للطريق لعدم تعرضهم لأي مكروه أو سوء. ولكن أين الرصيف الأن؟ إن الرصيف أو الممشىليساختراع الدول المتقدمة أو بدعة حديثة من ابداعات العصر الحديثولكنه شئ أساسي وضروري في حياتنا اليومية. أكد الدكتور مجدي صلاح الدين أستاذ هندسة الطرق والإنشاءات بجامعةالقاهرة " أن الرصيف جزء أساسى من الشارع فى أي مدينة , ولابد أن يكون عرضهيسمح بمرور حركة المشاة ". وأضاف " أن الرصيف لابد أن يكون خاليا من أي عوائق ومرصوفا جيداً وكذلكعرضه يسمح بحركة المشاة وارتفاعه من 15 : 17 سم لأن زيادته عن هذا الحدتجعل راكبى السيارات غير قادرين على فتح الباب الموازى للرصيف , ويجبمراعاة وجود ميل فى التقاطعات حتى يستطيع المعاق عبور الشارع". إنعدام الرصيف في مصر أصبح واقع مرير لكافة المواطنين ، فماذا عن السائحين والأجانب الزائرين لمصر؟ إن حالة الفوضى المسيطرة علي الشارع المصري واستغلال الرصيف استغلالاً سيئاً يدفع المارة إلى السير في نهر الطريق مما يعرض حياتهم للخطر أو الإصابة أو حتى الموت ، كما يعوق حركة المرور ويسبب الإزدحام والاختنقات المروريةالشديدة. فهل لنا من معين؟