تظل مصر الوطن والحضن والأرض والسماء.. تظل حبيبة القلب التي نبكي بحرقة عندما نغادرها ونسجد لله شكرا عندما نعود لها ..هي علاقة حب أزلية.. هي رابط مقدس يجعلنا دوما نتعلق بها مهما تغربنا أو بعدنا.. نبعد عنها رغما عنا وفي القلب تظل أمنية ورجاء لله بأن نعود سريعا.. لنعفر أقدامنا بترابها.. ونتنفس هواءها الذي وإن كان محملا بغبار الهموم فهو الوحيد القادر أن يبدد الوجع إلى سعادة.. والحزن إلى فرح.. حب مصر يسري في عروقنا.. يختلط بدماءنا.. يسكن الروح.. يطيب الجروح.. تربينا على هذه الأرض.. عشنا نمرح ونبكي.. نحلم ونحزن.. نلطخ أثوابنا من طينها.. ونحلق مثل الطيور البريئة في سمائها .. كبر بداخلنا حبها.. وتملك قلوبنا عشقها.. هي الأم بحنانها ودفئها وعطائها.. والأب بقوته وسطوته وهيمنته.. هي الصديق وقت الضيق.. والأخ الذي يسندك في عز محنتك.. هي الزوجة السكن والهدوء والراحة والطمأنينة.. هي الابن الحلم والأمل والمستقبل.. لخصنا فيها كل المعاني الجميلة.. فقد عشنا معها أجمل أحلامنا.. فكيف لا نبني معها أمالنا ؟ .. لم يكسرنا يوما عدو أو خائن وتحدينا كثيرا من المحن وعبرنا أنهار الألم ورسى بنا مركب الحياة على شاطئ الأمان.. لن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نري الكلاب المسعورة تحاول أن تنهش جسدك.. ونثق أنك ستظلين مهما مرت السنين.. نبع الحنين.. ستظلين شامخة قوية.. مرفوعة الرأس.. وسيوفقك الله.. ولن يخذلك.. ولن يخذل أولادك الذين تربوا على أخلاقك وقيمك ومبادئك.. وسيجعل كيد الحاقدون في نحورهم.. ليت عمري يكفي لوهبته لك.. ليت عيوني نوراً يضيء طريقك.. وليت قلبي حضناً كبيراً يحتويك.. سامحيني.. فمثلي كثيرون لا نملك إلا الدعاء والرجاء بأن يرفع الله العناء.. أمنا الحبيبة.. منحتنا الحب والحنان.. استظلتنا بالدفء والأمان.. لو مر الزمان.. أنت وحدك نحبك ولا نتوقف لحظة لنفكر لماذا نحبك كل هذا الحب؟.. ولا نتأمل لماذا كل هذا العشق..؟ عطاءك نهر يتدفق.. ننهل منه.. تعطي بصمت.. ولا تنتظرين المقابل.. تصبرين على الإساءة.. وتسامحين الصغار.. حفظك الله يا حبيبة القلب. حفظ الله أمي الحبيية مصر.. فما حدث أخيرا باستهداف جنودنا في رفح ربما لن يكون الأخير في معركة مصر ضد الخونة.. ويؤكد أن يد الإرهاب الغادرة تخطط للعبث بأمن واستقرار مصر لمصلحة عملاء يظنون أن مؤامراتهم القذرة ستنجح في النيل من أمن ارض الكنانة أو بث الرعب في قلوب أولادها أو هز ثقتهم في قيادتهم السياسية الوطنية المخلصة.. مهما خطط الخونة.. لن يتمكنوا من العبث بمصر وسيحفظها الله.. وسوف ينالون عقابهم قريبا.. فالثأر بات هو الحل الوحيد الذي يشفي غليل المصريين الذين يطالبون الرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة والشرطة بالضرب بيد من حديد لسحق الإرهابيين.