تضاربت التقديرات بشأن وجود تعاون سوري أمريكي فيما يتعلق بعمليات التصدي لمقاتلي "داعش" على الأراضي السورية ، برغم حالة العداء المستحكم بين واشنطن ودمشق. وذكرت تقارير إخبارية غربية أن عمليات الاستطلاع الجوي التي تقوم بها الطائرات الأمريكية التي تعمل دون طيار في الأجواء السورية ، وما تنتجه تلك العمليات من تجميع للمعلومات والصور عن تحركات مقاتلي "داعش" تتم مبادلتها مع الاستخبارات السورية. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مسئولين أمريكيين أن ذلك يتم بتنسيق غير مباشر بين جهازي الاستخبارات الأمريكي والسوري عبر قنوات اتصال عراقية وروسية. وكان وليد المعلم وزير خارجية سوريا قد أكد استعداد بلاده للتعاون مع الأطراف الدولية بما في ذلك الولاياتالمتحدة إذا تعلق الأمر بالتصدي لمقاتلي "داعش" ، لكنه شدد على أن أية تحركات أو عمليات استخباراتية أو عسكرية تقوم أو قد تقوم بها الولاياتالمتحدة منفردة بلا موافقة من الحكومة السورية على الأراضي أو في الأجواء السورية ستكون من قبيل الأعمال العدائية. على الجانب الآخر ، نفت الإدارة الأمريكية أية احتمالات للتنسيق مع نظام بشار الأسد حال اتخاذها قرارا بتنفيذ ضربات جوية ضد مقاتلي "داعش" على الأراضي السورية ، وقال مسئولون أمريكيون إن العمليات الجوية الأمريكية فوق الأجواء السورية مصممة أن تتم على ارتفاعات تتفادى صواريخ الدفاع الجوى السورية. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جين بسكاي في السادس و العشرين من أغسطس الماضي ، إنه على الرغم من المصلحة المشتركة لواشنطن ودمشق فى القضاء على مقاتلي "داعش" فإن التعاون المباشر عسكريا واستخباراتيا مع نظام الأسد من جانب واشنطن أو حتى التعاون عن طريق طرف ثالث أمر غير وارد ، وإن واشنطن لن تقدم على طلب التصريح من النظام السوري لتنفيذ أية مهام لمكافحة الإرهاب. ويقول خبراء التوازن العسكري المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن الطلعات الاستكشافية الأمريكية دون طيار تتم على ارتفاعات منخفضة يتم معها تفادي رادارات الدفاع الجوي السوري وتمكنها من التقاط صور أرضية عالية الجودة. يشار إلى أن سوريا تمتلك منظومة صواريخ أرض-جو من طراز "اس- ايه 22 جريباوند" بمقدورها إصابة الأهداف الجوية على ارتفاعات تصل إلى 65 الف قدم ، وهو الارتفاع الأقصى لطائرات الاستطلاع الأمريكية دون طيار "هوك سيرفيلنس".