عسكريون: ندعو مصر لتكوين "قوات فرض سلام" بالقوة المسلحة في العراق تحالف "أوباما" لتصفية داعش يخدم مصلحته فقط والعرب مطالبون بالتحرك أوباما سيدفع الجيوش العربية لتصفية "داعش" ويكتفي ب"الحرب عن بعد" "ناصر" صاحب أقدم تحالف عسكري عربي.. وفكرة "أوباما" ستقابل بالحذر "تحالف دولي".. كلمة السر التي ستقضي على إرهاب "داعش" في منطقة الشرق الأوسط، و توقف تمدد خطرها تجاه اوروبا وأمريكا.. هكذا يصور الرئيس الامريكي "أوباما" دعوته للتخلص من "داعش"، و الغريب أن تجد هذه الدعوة تحفظا من الخبراء والمحللين، فماهي هذه التحفظات، و مالصيغة التي يجب أن تعمل بها مثل هذه التحالفات، وهل كانت هناك تجارب مشابهة في الفترات التاريخية النماضية، هذا ما تستعرضه السطور القادمة.. في هذا الإطار أكد اللواء د. علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، إن الماضي القريب شهد تكوين تحالف دولي ضد الاحتلال العراقي للكويت، وكان تحالفا منظما نظرا لطبيعة الحرب التي كانت تشنها دولة على دولة أخرى، وليس تنظيما إرهابيا في مواجهة عدة دول مثلما هو الحال في تنظيم داعش الإرهابي اللذي تمدد في سورياوالعراق ويهدد بخطر أكبر من ذلك. وأضاف "عز الدين" في تصريح خاص ل"صدى البلد"، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى لتكوين تحالفا مشابها لتصفية داعش، إلا أن هذا التحالف قد يكون بوابتها للعودة بقوة من جديد للشرق الأوسط والسيطرة عليه خاصة مع شعورها بالخطر من التعاون المصري الروسي اللذي سيتبعه بالضرورة تعاونا روسيا عربيا. وأكد على أهمية أن تبادر مصر بقطع الطريق على واشنطن، وتدعو لتكوين "قوات فرض سلام عربية" توكل إليها مهمة فرض الأمن و السلام بالقوة المسلحة ، لافتا إلى أن هذه لقوات تعمل بمساعدة حكومة الدولة التي تحتاج لفرض السلام، و هي طريقة شرعية و قانونية، ولتتكون هذه القوات تحت مظلة جامعة الدول العربية أو أي اتحاد عربي آخر. وقال إن خطوات مصر في هذا الاتجاه ستكون مدعومة بميثاق الأممالمتحدة اللذي يعطي الحق للمنظمات الإقليمية في حل النزاعات المهددة للامن والسلم في المنطقة بالطرق التي تراها مناسبة. وفي السياق ذاته قال اللواء ممدوح عطية، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يتحرك بشكل جاد للقضاء على إرهاب "داعش"، إلا عندما بات الخطر يهدد بلاده بشكل مباشر بعد مقتل الصحفي الأمريكي. وقال إنه لا ينبغي للدول العربية أن تحارب الإرهاب في الوقت اللذي يقرر فيه أوباما ذلك، وأن تتوقف أيضا في الوقت الذي يريد، وكان ينبغي أن تخرج دعوة التحالف الموجه للحرب على داعش من داخل الإقليم العربي. وأضاف "عطية" في تصريح خاص ل"صدى البلد": كما أن إجراءات عديدة كانت يجب أن تسبق تكوين تحالفات إقليمية أودولية لمواجهة الإرهاب، فيجب أن تقوم الأممالمتحدة بدورها في التعريف بماهية الإرهاب أولا، وأن تؤكد في تعريفها له أنه كل خطر يهدد أي دولة حول العالم و ليس أمريكا فقط، كما يجب على الأممالمتحدة أن تطالب كافة الدول المصابة بهذا الخطر والدول المهددة به أيضا أن تضع قوانينا وضعية وتشريعات تقترب من القضاء على هذا الخطر. وتابع: كما يجب أن توقع اتفاقات تسليم مجرمين محليا و إقليميا و عالميا حتى يتم تفتيت مثل هذه التنظيمات الإرهابية. بينما أكد اللواء دكتور نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق وخبير العلوم الاستراتيجية، أن التحالف التي تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية لتكوينه لتصفية التنظيم الإرهابي "داعش" سيكون تحالفا عسكريا لتحرير العراق ولا مجال لأن يتخذ شكلا آخر، و سيكون أقرب لشكله من التحالف الذي تم تكوينه سابقا بغرض تحرير الكويت. وأضاف: إدارة أوباما بدأت خطواتها الأولى لتكوين تحالف تصفية داعش، و ذلك بإرسالها مسئولين لمناطق متفرقة حول العالم خاصة في المنطقة العربية. وأوضح أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست مستعدة بأي حال لدخول المستنقع العراقي مجددا و تحمل المسئولية بمفردها ، ولذلك تسعى لإقناع الإقليم العربي بتكوين قوة عسكرية برية لمحاربة داعش في مقابل أن تشاركهم من خلال قدرتها التكنولوجية على الحرب عن بعد سواء عبر الطائرات بدون طيار أو وسائلها التكنولوجية الأخرى. و أشار "فؤاد" إلى أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر صاحب أقدم فكرة لتكوين جيش عربي موحد في العهد الحديث، وشرع بالفعل في تكوين "قيادة عربية عسكرية موحدة" إلا أنها فشلت. وأوضح "فؤاد" في تصريح خاص ل"صدى البلد" إن فكرة عبد الناصر فشلت بسبب رفض بعض الدول صفة الإلزام بتخصيص جنود وأموال وغيرها، وهو ما يؤكد إن مثل هذه الفكرة غير مطروح للتنفيذ الآن على الإطلاق نظرا لأن الخلافات العربية زادت كثيرا مقارنة بذلك الوقت. وأشار إلى أن هذا يعني توخي جميع الدول العربية الحذر الشديد أثناء التفكير في العرض الأمريكي بتكوين قوة عربية عسكرية لمواجهة تنظيم داعش، لافتا إلى أن هذه المحاولات يمكن أن تبؤ بالفشل و قد لا تتمكن الغدارة الأمريكية من إقناعهم بالمر، خاصة وأن أمريكا لن تدفع بقواتها في العراق من جديد وستكتفي بالحرب عن بعد.