" هانت عليه عشرة سبع سنوات تحملت فيها ما لا يتحمله بشر، وفى النهاية طلقنى بسبب قميص نوم" بهذه الكلمات المتلونة بنبرات البكاء والحسرة بدأت حمدية رواية تفاصيل مأساتها ل" صدى البلد". حمدية امرأة لم تكمل عقدها الثالث ، جاءت الى محكمة الاسرة بمصر الجديدة لرفع دعوى اثبات حضانة تحمل رقم 1270 لسنة 2014 لتتمكن من الحاق ابنها الاكبر بالمدرسة حسب روايتها. الزوجة الثلاثينية تكمل سرد تفاصيل مأساتها بصوت متهدج قائلة :" تزوجته بطريقة تقليدية، بدا لى زوجا مناسبا سيوفر لى حياة كريمة، حيث يعمل موظفا بمجلس الشعب، لم يكن يكبرنى الا ببضع سنوات، انخدعت بالطيبة التى كسى بها ملامح وجهه خلال الستة اشهر فترة الخطوبة، والحب الذى اوهمنى به، والحياة الوردية التى عشمنى بان احياها فى بيته، كنت ساذجة فلم يكن لى اى تجارب سابقة، تغاضيت عن علاقاته النسائية المتعددة قبل الزواج، والشك الذى يملأ قلبه تجاه اى امرأة حتى ولو كانت امه، فقد اعمانى عشقه عن عيوبه، وجعلته فوق العباد". تتدافع الذكريات امام ذهن المرأة الثلاثينية، تصمت قليلا لالتقاط انفاسها ثم تتابع :" عندما وطأت قدمى بيته حتى اكتشفت اننى تزوجت برجل اخر، رجل قاسى تمتد يديه لتضربنى على اتفه سبب، يقذفنى بأبشع الألفاظ مريض بداء الغيرة والشك، عشت معه سبع سنوات حبيسة لجدران القفص الذى اعده لى، حولنى الى امرأة بلا روح، اشبه بتمثال قابع فى ركن هادئ، لا يحق لى الاعتراض على شيء، او اتخاذ قرار يخصنى او يخص بيتي انجبت طفلين وتحملت لأجلهما كل هذا العذاب لكى ينشأ بين أحضان أم وأب، لكنى اكتشفت اننى جنيت عليهما فقد حبسهما والدهما كما حبسنى، وحرمهما ان يعيشا طفولتهما كباقى اقرانهما، لا يقتربا من احد ولا احد يقترب منهما، حتى اقاربنا لا يعرفون شكلهما حتى الان". المرأة البائسة تستطرد فى حديثها قائلة:" استمرت علاقات زوجى النسائية بالرغم اننى لم اتأخر عنه فى حقوقه الشرعية، ادمن المنشطات الجنسية، حاولت ان اثنيه عن هذا الامر لكنى فشلت لكن مالم اتحمله هو تدخل اخته السافر فى حياتنا، خاصة بعد ان اتنقلنا للسكن الى جوارها، اصبحت هى صاحبة القرار، الكلمة الاولى والأخيرة لها، مفتاح بيتى معاها وحياتى الشخصية واسرارى مشاع لها، وزوجى كان يخضع لها بشكل مهين، كان امامها كالطفل لا شخصية له ، فى كل مرة اراههما سويا كان يسقط من نظرى، ودبت الخلافات بيننا لاتفه سبب، بدأ يتصيد لى الاخطاء، وطلقنى فى اقل من عام 3 مرات طلقات اخرها بسبب اعتراضى على قميص النوم الذى اشتراه لى، فقد اعتاد دوما ان يشترى لنفسه افخم ثياب، اما انا فيشترى لى ارخص الثياب كان حال الخادمة افضل منى، كل هذا بسببها خربت بيتى سامحها الله". تختتم الزوجة حديثها قائلة:" توسلت له الا يطلقنى للمرة الثالثة لأجل الطفلين، فلن يكون هناك مجال للرجعة، لكنه اصر وطلقنى عند محامى، والتزم كتابيا بدفع نفقة للصغار، لكن بعد فترة امتنع فلجأت للمحكمة ورفعت دعوى نفقة، وحكم لى القاضى ب 400 جنيه بشكل مؤقت واستثنائى بعد ان علم بظروف مرض والدى وانه غير قادر على تحمل نفقاتنا، الان زوجى يندم على ما فعله فى حق الصغار، اما انا فلم اكن له سوى مرحلة وانتهىت ورغم ما عانيته من الم الطلاق لكنى اشعر ولأول مرة منذ سنوات اننى حية وحرة، وحاليا انا بصدد رفع دعوى حضانة لكى اتمكن من الحاق الولدين بالمدارس دون الحاجة الى الرجوع الى والدهما، وسأرفع بعدها دعوى اجر مسكن لأستأجر شقة اعيش فيها ، فانا اخشى ان يتوفى والدى فى اى لحظة، ويرمينى اخوتى فى الشارع ،كل ما اتمناه ان اجد عملا يتناسب مع ظروفى، فانا لا استطيع ان اترك الطفلين بمفردهما مع والدى المريض فترة طويلة، حتى لا تحدث كارثة كبرى كما حدث من قبل واحرقوا المنزل".