يتطلع العديد من الدول الطامحة إلى الحصول على العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وتراهن هذه الدول على بعض المعايير التي تبرر طلب الحصول على مقعد دائم، ومن أهم المعايير الثقل السكاني، فعلى سبيل المثال تتطلع نيجيريا إلى الفوز بالعضوية الدائمة ، وذلك لتمثيل القارة الأفريقية، استنادا إلى أنها أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، أو كقوة إقليمية مثل مصر، وهو ما اتضح في الأزمة الأخيرة في غزة، حيث تمكنت الوساطة المصرية من تأمين وقف إطلاق النار في القطاع بعد خمسين يوما من المواجهات بين المقاومة وفصائل المقاومة، فضلا عن تركيا التي تعد إحدى القوى الإقلمية والاقتصادية الصاعدة، أو قوى اقتصادية ناشئة مثل الهندوالبرازيل وجنوب إفريقيا. وهناك دول اقتصادية كبرى مثل اليابانوألمانيا، ولكنها لا تتمتع بالعضوية الدائمة حتى الآن. ولكن الصدف شاءت أن تكون البرازيلوألمانيا وجنوب إفريقيا والهند غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وهذه الدول الأربع تطمح إلى أن تصبح أعضاء دائمين في المجلس وهي ستحاول خلال الفترة المقبلة الدفع بملف إصلاح مجلس الأمن فهل ستتمكن من تحقيق ذلك؟ يرى الدكتور بروس كرونين أستاذ القانون الدولي في جامعة بنسلفانيا، ومؤلف كتاب إدارة العالم ومجلس الأمن الدولي، أن موازين القوى التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية سمحت للدول الأربع المنتصرة على ألمانياواليابان وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا بان تكون دائمة العضوية في مجلس الأمن وبان تتمتع بحق النقض "الفيتو". وانضمت إليها الصين بعد امتلاكها للسلاح النووي أي أن القوة العسكرية هي التي فرضت نفسها في مجلس الأمن. ولكن اليوم موازين القوى العالمية تتغير، فالهند مثلا تمتلك السلاح النووي ويقارب عدد سكانها مليار ونصف مليار نسمة وهي قوة اقتصادية ناشئة مثل البرازيل وجنوب إفريقيا.