وأحد اسباب ذلك ان كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة عين لجنة دولية من شخصيات نافذة لتحديد القضايا الامنية التي تهدد عالمنا اليوم ومعرفة الدور الذي يجب ان تلعبه الاممالمتحدة في مواجهة هذه الاخطار والتوصية بالاصلاحات اللازمة‚ \r\n \r\n وستلعب النتائج التي ستتوصل اليها هذه اللجنة دورا هاما على الساحة الدولية اثر انقشاع سحابة الانتخابات الاميركية وما ستسفر عنه‚ \r\n \r\n والمناخ السياسي الدولي الراهن سيمثل اكثر الدوافع الحاحا للتعاطي مع قضية اصلاح الاممالمتحدة ودفعها للسطح مرة اخرى‚ وقد تولد اجماع تام خارج اروقة الاممالمتحدة على ان الاوضاع الدولية الراهنة من دول ضعيفة وانتشار لاسلحة الدمار الشامل والارهاب والعنف تتطلب وجود امم متحدة قوية قادرة على التعاطي مع الازمات والتدخل لحماية الشعوب التي تواجه المخاطر‚ \r\n \r\n حتى ان الحضور القوي للامم المتحدة بدا ذا اهمية كبرى للادارة الاميركية المتشككة لايجاد حل لمعضلة العراق وكما تشير الاستطلاعات يحمل الرأي العام الاميركي موقفا مشجعا تجاه وجود الاممالمتحدة‚ \r\n \r\n ويعد مجلس الامن ركيزة اساسية لاقامة اي اصلاح للامم المتحدة حيث انه الجهة الوحيدة التي تقرر وتمنح الشرعية للتدخلات الانسانية وللجوء للعقوبات والتدخل العسكري‚ وتنعطف فعالية مجلس الامن على شرطين اساسيين: \r\n \r\n اولا: على الاعضاء الدائمين توفير الموارد اللازمة للمساهمة الفعالة في الحفاظ على السلم والامن الدوليين في صورة مساعدات مالية للامم المتحدة والقوات الدولية‚ ولا تساهم الدول الاعضاء الحالية في عملية المساهمات الداعمة للامم المتحدة وتفوق مساهمات المانيا واليابان الضخمة كلا على حدة لتسيير شؤون المنظمة الدولية اكثر من اربعة اعضاء من جملة الخمسة الدائمين في المجلس‚ \r\n \r\n وفي الواقع تبلغ مساهمات الولاياتالمتحدة واليابان والمانيا معا نصف جملة المساهمات المالية المقدمة للامم المتحدة لذا يجب ان تصبح المانيا واليابان عضوين دائمين في المجلس ان تمت حسبة المساهمات هذه بصورة عادلة ومنصفة‚ \r\n \r\n ثانيا: تتطلب فعالية مجلس الامن مراجعة العضوية الدائمة لترتقي لواقع اليوم المعاش وتعكسه ويجب ان تضم العضوية الدائمة الدول الاربع التي دفعت بالقوات مؤخرا للحصول على العضوية الدائمة وهي البرازيل والهند الى جانب المانيا واليابان الدولتين المانحتين الكبيرتين كما يجب ضم دولة افريقية ربما تكون جنوب افريقيا‚ \r\n \r\n واذا انضمت دول اخرى غير نووية مثل البرازيل والمانيا واليابان وجنوب افريقيا فان ذلك سيعمل على تعزيز شرعية مجلس الامن آخذا في الاعتبار الاهمية المتزايدة لمنع الانتشار المتزايد للاسلحة النووية‚ \r\n \r\n وتثور بعض الحجج احيانا منادية بأن يحتل الاتحاد الاوروبي المقعد الاوروبي الدائم الوحيد في مجلس الامن وان انحنينا جانبا حقيقة ان ميثاق الاممالمتحدة يسمح فقط للدول وليس مجموعة الدول بأن تنال شرف العضوية الدائمة يجب توفر شرطين لكي يمثل الاتحاد الاوروبي هذا المقعد: \r\n \r\n اولا: ان يتمتع الاتحاد الاوروبي بسياسة خارجية موحدة‚ الشيء الذي لا يحدث حاليا على الرغم من التقدم الذي احرز على صعيد دستور الاتحاد الاوروبي‚ \r\n \r\n ثانيا: لتجنب ازدواج العضوية في حالة تبوؤ «الاوروبي» المقعد الدائم ان تتخلى فرنسا وبريطانيا عن مقعديهما وهو الشيء الذي لم تبد اي منهما رغبة في تنفيذه‚ \r\n \r\n وعلى الرغم من وجود اجماع دولي على ضرورة توسيع عضوية مجلس الامن الدائمة الا ان الاختيار الاخير سيثير قطعا نوعا من الجدل وقد طرح اقتراح بأن ينشأ مبدأ «عضوية شبه دائمة» عبر انتخاب اعضاء غير دائمين لمدة خمس سنوات عوضا عن سنتين مع امكانية اعادة الانتخاب الا ان اقتراحا كهذا لن يحل الازمة وسوف يؤدي الى جدل وصراعات لا نهائية‚ \r\n \r\n ومن اجل ان تلعب الاممالمتحدة دورا حيويا في هذا العالم غير المستقر تحتاج المنظمة الدولية لمجلس امن اعيد اصلاحه واكثر فاعلية بفضل عضوية دائمة حقيقية‚ \r\n