وصل السفير يوسف الأحمد، مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها فى القاهرة، الأربعاء إلى مصر قادما من دمشق يحمل معه الرد السورى بالموافقة على ورقة العمل العربية التى قدمتها اللجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة التطورات السورية. ورفض "الأحمد" الكشف عن مضمون الموافقة السورية، خاصة أنها تتضمن بعض التعديلات التى تم الاتفاق عليها خلال الاجتماعات التى جرت فى دمشق بين القيادة السورية خلال اليومين الماضيين، بعد الاستماع الى التقرير الذى قدمه الوفد السورى الذى شارك فى اجتماعات الدوحة مساء الأحد الماضى برئاسة وليد المعلم، وزير الخارجية، وعضوية بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السورى، وعدد من قيادات وزارة الخارجية السورية. ويعقد وزراء الخارجية العرب فى الرابعة عصر اليوم فى مقر الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا لاستكمال مناقشة التطورات فى الأزمة السورية، بعد 17 يوما من الاجتماع الطارئ الذى عقدوه منتصف الشهر الماضى لبحث الأزمة، وقرروا فيه إعطاء مهلة 15 يوما للحكومة السورية لاجراء حوار وطنى بينها وبين المعارضة فى مقر الجامعة العربية وقوبل برفض سورى لاتمامه خارج دمشق، وقرر وزراء الخارجية استئناف اجتماعهم الاستثنائى بعد انتهاء هذه المهلة. وتعرض اللجنة الوزارية أمام وزراء الخارجية تقريرا حول نتائج مهمتها فى سوريا وإجتماعها بالدوحة مع حكومة دمشق، كما ستقدم ورقة العمل التى أعدتها للتعامل مع كل القضايا ووقف كل أعمال العنف والقتل في سوريا الى اجتماع المجلس الوزاري. والتقى الرئيس بشار الأسد باللجنة الوزارية فى دمشق الأربعاء الماضى، واستعراض المبادرة العربية حول الأوضاع فى سوريا. وكشف مصدر سورى أن لقاء تم الاثنين الماضى فى الدوحة بين أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى ووزير الخارجية السورى وليد المعلم بدون وزراء خارجية اللجنة المعنية بالأزمة السورية، شهد بعض التفاهمات المشتركة حول مقترحات حل الأزمة، وهو ما يشير إلى وجود محاولات سورية لاستمالة قطر التى قادت ضد دمشق حملة قوية داخل الجامعة العربية طيلة الشهور الماضية على خلفية الثورة السورية أدت الى توتر العلاقات بين البلدين، لافتًا إلى أن هذه التفاهمات قد تؤدى إلى اتفاق عربى مشترك يتم خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب لحل الأزمة بين النظام والمعارضة. وألمح إلى وجود بعض النقاط التى مازال هناك خلاف وتحفظات عليها من الجانب السورى، إلا أن الاتفاق لم يعد مستحيلا. وأبدى الجانب السورى مرونة فى اجتماعه مع أمير قطر، حيث تم الاتفاق على أن يغادر وفد سوريا الدوحة دون تقديم رد نهائى، كما كان مقررا خلال اجتماع اللجنة الوزارية، على أن تقدم دمشق ردها على المقترحات العربية أمام الوزراء العرب جميعا لاتخاذ قرار مناسب ونهائى، سواء بالانخراط فى تنفيذ المبادرة العربية التى قدمتها اللجنة الوزارية أو ببحث خطوات أخرى ضد نظام بشار الأسد. وأوضح أن من أبرز تحفظات سوريا على المبادرة العربية رفضها لعقد أى حوار وطنى مع المعارضة خارج الأراضى السورية، حيث تنص المبادرة العربية على عقده بالقاهرة فى مقر الجامعة العربية، كما كان لديها بعض التحفظات على المعارضة التى ستدخل فى الحوار الوطنى وكيف سيتم تحديدها وهل ستكون من الداخل أم الخارج.