يلوح في الأفق خطر تجدد القتال في غزة يوم الأربعاء مع قرب انتهاء هدنة مدتها ثلاثة أيام دون ظهور اي بوادر على احراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة التي تجري في القاهرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وقتل يوم الأربعاء ستة اشخاص من بينهم ثلاثة من رجال الشرطة من خبراء المفرقعات حين انفجرت قذيفة اسرائيلية حية. وقال مسعفون إن صحفيا اجنبيا لم يحددوا هويته بين الضحايا. ووقع الانفجار في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة التي شهدت قتالا عنيفا بين القوات الإسرائيلية والنشطاء الفلسطينيين. وعاد المفاوضون الإسرائيليون إلى القاهرة بعدما امضوا ليلتهم في إسرائيل في حين تنتهي الهدنة الساعة 2100 بتوقيت جرينتش. وأودت الحرب التي استمرت شهرا بين إسرائيل والنشطاء في قطاع غزة بحياة 1945 فلسطينيا و67 اسرائيليا. وتريد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة وحلفاؤها رفع الحصار الإسرائيلي وتخفيف القيود الامنية التي تفرضها مصر على حدود القطاع. ويعقد فرص التوصل لاتفاق لتخفيف القيود المخاوف الامنية لدى مصر وإسرائيل. وامتنع المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون عن الادلاء باي تصريحات يوم الأربعاء عما اذا كانوا اقتربوا من التوصل لاتفاق دائم. وقال مصدر في السفارة الفلسطينية إن المحادثات مستمرة وإن الوفد الفلسطيني سيجتمع مرة اخرى مع الوسطاء المصريين. ولا يجتمع المسؤولون الإسرائيليون وجها لوجه مع الوفد الفلسطيني لانه يضم حركة حماس التي تعتبرها إسرائيل منظمة إرهابية. كما لا تعترف حماس باسرائيل. ويوم الثلاثاء قال موسى ابو مرزوق القيادي في حماس والمقيم في القاهرة ان المفاوضات "صعبة". وقال مسؤول إسرائيلي طلب الا يذكر اسمه انه لم يتم احراز اي تقدم. وتريد حماس أيضا فتح ميناء بحري في القطاع وهو مشروع تقول إسرائيل انه لا يمكن مناقشته إلا في إطار محادثات مع الفلسطينيين بشأن اتفاق سلام دائم. وتقاوم إسرائيل تخفيف الحصار الخانق اقتصاديا على غزة وتعتقد أن حماس قد تعيد تزويد نفسها بأسلحة من الخارج. كما تعتبر مصر الحركة الاسلامية خطرا أمنيا. وطلب وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون يوم الثلاثاء من القوات المسلحة الاستعداد لاحتمال استئناف العمليات العسكرية. وفي الاسبوع الماضى تجدد القتال -بعد انقضاء هدنة سابقة استمرت 72 ساعة- ولكن بكثافة أقل. وقال يعلون "يمكن ان يستأنف اطلاق النار ثانية وقد نطلق النار عليهم مجددا." ويقول مسؤولون في مستشفيات القطاع المكتظ بالسكان أن معظم ضحايا الحملة التي شنتها إسرائيل منذ الثامن من يوليو تموز للحد من إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر عبر حدودها مع القطاع كانوا من المدنيين. وفقدت إسرائيل 64 جنديا وثلاثة مدنيين اذ اعترض نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ الكثير من الصواريخ التي يطلقها نشطاء فلسطينيون او سقطت في العراء ولكنها عطلت الأنشطة اليومية لعشرات الالاف من الإسرائيليين. وأثار مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير آلاف المنازل في غزة إدانة دولية واسعة النطاق. وتقول الأممالمتحدة ان الحرب ادت لنزوح 425 الفا من سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة. وسحبت إسرائيل قواتها البرية من غزة الأسبوع الماضي بعد ان قالت إن الجيش أتم مهمته الرئيسية بتدمير أكثر من 30 نفقا حفرها نشطاء لشن هجمات عبر الحدود. وتريد إسرائيل الآن أن تضمن أن حماس لن تستخدم أي مواد بناء ترسل للقطاع لإعادة بناء هذه الأنفاق. وذكر مسؤول فلسطيني أن الوفد الفلسطيني وافق على أن تتولى حكومة الوفاق المؤلفة من خبراء ملف إعادة الإعمار في غزة. وتشكلت حكومة الوفاق في يونيو حزيران بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني المدعوم من الغرب محمود عباس ومقره الضفة الغربية.