بداية الشعب المصرى والعالم العربى يتمنى الصحة و الشفاء العاجل للبابا شنودة ، وذلك لمكانته بين قلوب الجميع ، وبما يتمتع به من معاملة طيبة مع الجميع على مدار السنين ، خاصة فى التعامل بحكمة وروية مع الأزمات السابقة التى مرت بالبلاد ، لذلك نطرح السؤال من يملك هذه المقومات ليتربع فى قلوب الشعب المصرى مسلميه قبل مسيحييه . ياتى الأنبا موسى أسقف الشباب الملقب ب " تلميذ البابا النجيب " فى المقام الأول لهذه المكانة الشعبية و الروحية العظيمة ، فهو يتمتع بقربه من الجميع ، لموضوعيته فى التعامل وحرصه على الحب والسلام الحقيقى للنفس والروح وحسن الترابط و المعاملات الطيبة بين أفراد الشعب مسلمين قبل مسيحيين ، فيحظى بإحترام الجميع وتقديرهم له ، فهو مثل مشرف للمسيحية السمحاء ، ومكانته بين القلوب تكفى لو كان للعناية الألهية شأن آخر . ربما يكون هذا الملف هو أكثر الملفات المطروحة الآن ، لأنه يلقي بظلاله على مستقبل اندماج الأقباط في الحياة السياسية في مصر ، و يثير تساؤلاَ حول الخليفة المتوقع للبابا، والذي سيحمل على كاهله مسؤولية إدارة كنيسة الإسكندرية أو الكرازة المرقسية ، وذلك في وقت شديد الحساسية يتزامن مع مرحلة إنتقالية شائكة ، و اختيار رئيس جديد لمصر في ظل تصاعد التيار الإسلامى ، والليبرالى ورغم صعوبة تحديد اسم بعينه لخلافة البابا شنودة ، فالاختيار يتم عبر القرعة الهيكلية فيختار طفل لا يزيد عمره على أربع سنوات، فإن هذا لم يمنع من تداول عدة أسماء منها مثلا ثلاثة من الأساقفة، الذين يعملون كسكرتارية خاصة له، هم الأنبا بطرس والأنبا يؤانس والأنبا آرميا، الذين صاحبوه خلال هذه الفترة ، سواء زياراته الخارجية أو رحلاته العلاجية، فضلا عن إعتماده عليهم البابا في كل لقاءاته ومقابلاته سواء بالمقر البابوي، أو خارج المقر. الأنبا يؤانس كان قد ارتبط اسمه بشائعة خلافته البابا شنودة، وطالب البعض داخل الكنيسة بمحاكمته بعد أن اتهموه بالتورط في نشرها، خصوصا أنه مرتبط لدى الأقباط من خلال إقامته صلاة التسبحة بكنيسة العذارء بالزيتون التي تشهد حضورا مكثفا من الكهنة والأقباط يتجاوز الآلاف، ليكون الأسقف الوحيد الذي استطاع جذب الأقباط له بأعداد هائلة بعد البابا شنودة لكن يؤانس نفى الموضوع تماما. ويمتاز الأنبا يؤانس بقربه الشديد من البابا وتوسطه في كثير من القضايا بين نظام مبارك والكنيسة، والتي كان آخرها تكليفه بالسفر إلى أمريكا لاستقبال مبارك في أثناء لقائه الأخير بباراك أوباما، وهي الزيارة التي أثنى خلالها مبارك على وطنية الكنيسة وشكر البابا على حسن اختياره الأنبا يؤانس. الترجيحات أيضا طالت الأنبا أرميا، حيث ترددت شائعة حول إحالته إلى محاكمة كنيسة عاجلة بسبب ما قيل عن تورطه في شائعة وفاة البابا يوم 22 أغسطس الماضي. ويتميز الأنبا أرميا بالغموض ولا يعرف عنه الكثير من المعلومات. وظهرت عدة أسماء خلال الفترة الأخيرة، منها الأنبا رويس مستشار البابا الروحي الذي شارك في بعض اللقاءات التي جمعت البابا بشخصيات عامة، وكذلك لقاءات المجلس العسكري، والأنبا بولا أسقف طنطا الذي اختاره البابا ليكون نائبا عنه في رئاسة المجلس الإكليريكي الذي يختص بنظر قضايا الطلاق والزواج الثاني، والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة رئيسا للجنة الإعلام بالمجمع المقدس، والذي كان المتحدث الرسمي للكنيسة، لكن جرأة تصريحاته جعلت البابا يبعده عن الكاميرات لفترة قبل أن يعود إلى الظهور مجددا . ومن الاسماء الأكثر قربا إلى كرسي البابوية هو الأنبا بيشوي أسقف دمياط وسكرتير المجمع المقدس وكان له دور كبير في الكنيسة، ولم ينحصر هذا الدور إلا بعد تصريحاته الصحفية أمام المرشح الرئاسي محمد سليم العوا على صفحات الصحف قبل الثورة، والتي تسببت في تقلص دوره كثيرا. والأنبا بيشوي كثير العداوات وله كثير من الخصوم، سواء في الكنائس الأخرى الكاثوليكي والإنجيلية، أو داخل الكنيسة الأرثوذكسية نفسها، ورغم هذا فإنه لا يزال الأقرب من البابا شنودة، وربما يعود هذا لتوليه سكرتارية المجمع المقدس حتى إن البعض يطلق عليه لقب حامي الإيمان وصخرة الكنيسة. أما الأنبا موسى الأسقف العام للشباب، فهو دائما ذراع البابا للحوارات الوطنية، والمشاركات التي يطلب من الكنيسة الوجود فيها، وهو يحظى باتفاق عام بين مختلف الأقباط نظرا لثقافته العالية وحكمته الموسوعية ..و معروف بأنه تلميذ البابا وخليفته النجيب لما يحمله عقله من حكمة وهدوء وصفاء .. وكان له دور كبير فى ربط الكنيسة بقطاعات الشباب وساهم أيضا فى الربط بين الشباب المسيحيى والشباب المسلم فى لقاءات ثقافية وأدبية وشعرية.. وينشر البابا مقالاته وأفكاره فى عدة صحف ، كما أصدر العديد من الكتب الدينية أو الروحية حسب الوصف الكنسى فيتميز بشعبيته الكبيرة ووداعته وقربه من الشباب، المسيحى والمسلم ، فهو يتمتع بالقبول لدى الكنائس الأخرى. ورغم كل هذه الترشيحات فإن اختيار البابا يخضع للائحة 1957 ، و لجنة الترشيح مكونة من تسعة أشخاص من المجمع المقدس وتسعة أشخاص من هيئة الأوقاف القبطية وتجتمع اللجنة وتفتح باب الترشيح ويتقدم من تتوافر فيه الشروط، وتجرى بينهم الانتخابات ويؤخذ أكبر ثلاثة يحصلون على أعلى الأصوات ثم يتم الاختيار بينهم ب"العناية الإلهية" عن طريق طفل . [email protected] [email protected]