العزباوي: الضغوط السعودية وراء تراجع قطر عن مبادرتها حول غزة أستاذ علوم سياسية: "العيد" يجبر حماس على قبول المبادرة المصرية سلامة: الدوحة تحاول حفظ ماء وجه السياسة القطرية بنفى طرحها مبادرة للتهدئة بغزة نفت قطر وجود مبادرة لديها بهذا الخصوص، وشددت على أن دورها لا يتعدى الوساطة بين حماس وبقية الأطراف في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية التي يقودها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وقال الدكتور يسري العزباوي، الباحث فى مركز الأهرام الاستراتيجى ورئيس مجلة السياسى المصرى إن "نفي قطر تقدمها بمبادرة للتهدئة في غزة، له عدة دلائل، من بينها أن المملكة العربية السعودية مارست نوعا من الضغط على الأمير تميم بن حمد آل ثان خلال زيارته الأخيرة للسعودية، ليلتزم باتفاقية الرياض. وأضاف العزباوي في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن "أحد أسباب تراجع قطر عن مبادرتها هو الإجماع الدولي على المبادرة المصرية، وثبات الموقف المصري في التفاوض منذ بداية الأزمة دون الاستجابة للضغوط التركية القطرية". وتابع أن "هناك أيضا ما يمكن أن نسميه حالة من الصمت التركي التي ظهرت مؤخرا، قد تكون راجعة للعلاقات الجيدة عسكريا واقتصاديا والتي تتمتع بها تركيا مع إسرائيل، وتلك المجالات تعد ثوابت للشعب التركي لن يفرط فيها، مما يدفع تركيا لمراعاة الحفاظ عليها مع اقتراب الانتخابات البرلمانية". ولفت العزباوي إلى وجود أطراف دولية لا ترغب في أن يكون لتركيا دور في القضية. أما عن الموقف الحمساوي المتوقع من المبادرة المصرية، في ظل الموقفين التركي والقطري، فقال العزباوي إن "حماس قد تستجيب للضغوطات الدولية في ظل النجاح الذي حققه الجيش الإسرائيلي، وفي حالة أن تقوم مصر بزيادة الضغط عليها لتقبل بالمبادرة". وأكد الدكتور جمال عبد الجواد، أستاذ العلوم السياسية أن "قطر لم تتقدم، بالفعل، بأي مبادرات للتهدئة بين حماس وإسرائيل لكنها أجرت عددا من الاتصالات بناء على توجيهات من الولاياتالمتحدة التي ترى أن لها نفوذا لدى حماس، لتليين مواقف الحركة". وقال عبد الجواد، في تصريحات ل"صدى البلد"، إن "قطر تدرك جيدا أنها ستفشل إن تقدمت بمبادرة وهى تخشى من ذلك، لذا نفت عن نفسها مسألة المبادرات، وهو الحال نفسه مع تركيا، حيث أدركت أن فرصتها للنجاح محدودة فلم ترغب في إحراج نفسها". وأضاف أن "المبادرة المصرية تبقى هى الوحيدة الآن على الساحة"، لافتا إلى أن "الأيام والساعات المقبلة ربما تحمل مفاجآت دبلوماسية". وتابع: "وقف إطلاق النار لمدة 12 ساعة ربما يكون بداية للتفاوض، كما أن "العيد" قد يدفع الجانب الحمساوي لبدء الهدنة". وقال الدكتور معتز سلامة، رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية إن نفي قطر تقديم مبادرة للتهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل يرجع لاختلاف مفهوم المبادرة لدي قطر. وأوضح سلامة في تصريحات ل"صدى البلد" أن "المبادرة" تأتي من الدول التي يكون لها تأثير علي أطراف الصراع، لافتا إلي أن قطر ليس لديها أوراق ضغط علي أطراف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي تدرك ذلك، وربما يكون نفيها محاولة لحفظ ماء وجه السياسة القطرية، بعد ما أصابها من فشل في إدارة الموقف. ولفت سلامة إلي أن التحركات القطرية التركية كانت محاولة لطرح الذات أمام دول العالم، وسحب البساط من تحت أقدام مصر، لافتا إلي أن استمرار الوضع كما هو عليه في غزة لا يجعل لمبادرة قطر أي أفق سوي بإدخال تعديلات بسيطة منها علي المبادرة المصرية. وحول ما إذا كانت حماس ستستجيب للمبادرة المصرية في ظل التراجع القطري والصمت التركي، أكد سلامة أن حماس إذا كان لديها ذكاء فى إدارة المعركة فإنها ستستجيب للمبادرة لأنها تفهم بالتأكيد أن استمرار المواجهة أكثر من ذلك ليس في صالحها. وأوضح أنه "رغم إثبات حماس قدرتها علي الصمود لكن في النهاية لا تستطيع أن تدفع إسرائيل لتقديم تنازلات إلا بمزيد من التضحيات والدماء".