أكد القيادي بحركة التحرير الفلسطينية "فتح"، الدكتور حازم أبو شنب، أن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، هي الحل الوحيد لوقف العدوان الإسرائيلي علي فلسطين، مشدداً في حواره ل"آخر ساعة" علي أن مفاوضات السلام الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحت رعاية أمريكية وصلت إلي طريق مسدود بسبب تعنت تل أبيب، مطالباً حركة "حماس" بمراجعة مواقفها التي أبعدتها عن الفصائل الفلسطينية، والانحياز لمواقف تخدم قضية الشعب الفسلطيني بعيداً عن المتاجرة بأحلامه، كاشفاً عن استمرار الرئيس محمود عباس في إجراءات استكمال عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، وفيما يلي نص الحوار: ٭ بداية كيف تقِّيم الوضع الحالي في قطاع غزة؟ - مايحدث في غزة الآن هو مجازر في حق الفلسطينيين، فعدد القتلي والجرحي جراء العدوان الإسرائيلي تجاوز 2300 شخص، لذلك علي المجتمع الدولي أن يتدخل لوقف هذا العدوان ووقف المجازر الإسرائيلية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، فإسرائيل تخوض حرباً ضد الشعب الفلسطيني بدأت في الضفة الغربية واعتقلت خلالها قيادات الحركة، لذلك نقول إن هذه الحرب ضد الشعب الفلسطيني كله وليست ضد طرف بعينه وأنها تستهدف النظام السياسي الفلسطيني وتدفع باتجاه تكريس الانقسام والانشقاق ما بين الأطراف الفلسطينية. ٭ برأيك من المسئول عن هذا التصعيد في الأراضي الفلسطينية؟ - التصعيد الحالي مسئولية دولة الاحتلال الإسرائيلي، فإسرائيل هي المسئولة عن العدوان علي الشعب الفلسطيني، فهي من تستخدم الآلة العسكرية برًا وبحرًا وجوًا ضد الشعب الأعزل، والجيش الإسرائيلي من يهدم البيوت ويجرف الأراضي ويحطم البنية التحتية للشعب الفلسطيني، في مثل هذه الظروف لا نريد أن يكون هناك طرف آخر يقدم للإسرائيليين المبررات التي يمكن أن تستند عليها حتي تقوم بعدوانها وكأنها تبدو في موقف الدفاع عن النفس، لذلك لابد من إعادة النظر في كل ما يطلق من قطاع غزة من صواريخ، والنظر إلي مدي تأثيرها وحجمها ونوعها وقدرتها والأثر الذي تتركه في مجال العمل السياسي، والتوقف لإعطاء مساحة للجهود الدبلوماسية للعمل علي إقرار التهدئة. ٭ لكن المبادرة التي طرحتها مصر للتهدئة بين الطرفين رفضتها "حماس"؟ - المبادرة المصرية هي التي نستند إليها وهي مبادرة مقبولة وإيجابية، ونعتمد عليها في محاولة للتوصل لحل لقضية العدوان الإسرائيلي علي الضفة الغربية وقطاع غزة وبخاصة العدوان المكثف ضد القطاع، لذلك لا أجد أي مبررات لرفض المبادرة المصرية، ولا أستطيع تفهم هذا الرفض من قبل "حماس"، فنحن نريد وقف إراقة دماء الشعب الفلسطيني ووقف هذه الحرب الشنعاء ضد الفلسطينيين حتي تكون هناك حياة آمنة لهم. ٭ لماذا هذا الموقف الحمساوي الرافض للمبادرة؟ - هذا السؤال يتم توجيهه لقادة حركة "حماس"، فالمرء بدأ يشعر بأن هناك تخبطاً وارتباكاً بين قيادات "حماس"، وكأنهم غير متفقين فيما بينهم علي رأي واحد، فقد سمعت بعض الأصوات قبلت المبادرة داخل حماس، وأصوات أخري رفضتها وثالثة قالت ما زلنا ندرسها، وهذا يعطي إيحاء واضحا بأنهم غير متفقين علي موقف موحد. ٭ هل هناك ضغوط إقليمية مورست علي حركة "حماس" لرفض المبادرة المصرية؟ - نحن نسمع هذا الكلام، ولذلك ننصح بألا يمتثل أي طرف فلسطيني لضغوطات خارجية، حتي لا يوصف هذا الطرف الفلسطيني بأنه يؤجر مواقفه لصالح أطراف أخري إقليمية، فالموقف الفلسطيني يجب أن يكون موقفاً وطنياً ولصالح المصلحة الوطنية في المقام الأول والأخير. ٭ ما حقيقة ما يتردد عن ضغوط تمارسها قطر وتركيا علي حماس لرفض المبادرة المصرية؟ - نحن نرحب بدور كل الأشقاء العرب والمسلمين للمساعدة في حماية الشعب الفلسطيني علي أساس ما يقبل به الفلسطينيون، لكن بعض التحليلات السياسية والأخبار المتداولة تتحدث عن الدور القطري التركي لإفشال المبادرة المصرية، وهنا لابد أن يكون المعيار بين جميع الفصائل الفلسطينية هو المصلحة الوطنية الفلسطينية فقط، لا نقبل أن تكون هناك مواقف من أي طرف فلسطيني لصالح أطراف أخري ليست فلسطينية. ٭ أين وصلت الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة؟ - جهود رائعة تستحق الإشادة، بداية من مؤسسة الرئاسة وانتهاء بالشعب المصري صاحب المواقف الإيجابية لصالح الشعب الفلسطيني ولصالح القضية الفلسطينية، فمصر ارتبطت طوال تاريخها بالدفاع وحماية القضية الفلسطينية من أن تذوب أو تصبح ضحية لأطراف خارجية، فهي تبذل كل الجهود لوقف هذا العدوان الإسرائيلي، وتمثلت هذه الجهود في المبادرة التي طرحتها القاهرة، فالموقف المصري إيجابي يحاول وقف إراقة دماء الفلسطينيين، ونحن نقدر ونشجع الدور المصري ونشيد به، وأذكرك بأن من طلب هذه المبادرة للتهدئة ووقف العدوان علي قطاع غزة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو الرئيس محمود عباس "أبومازن"، فهو الذي بادر واتصل بالرئيس السيسي وطلب منه أن يتقدم بمبادرة توقف إراقة دماء الشعب الفلسطيني. ٭ هل مفاوضات السلام مع إسرائيل وصلت لطريق مسدود؟ - بالفعل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصلت إلي طريق مسدود، فإسرائيل أعلنت عن بناء مستوطنات جديدة، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا، بالإضافة إلي أنها أوقفت عملية إطلاق سراح الأسري الفلسطينيين من داخل السجون الإسرائيلية، وأكثرمن ذلك قامت قوات الاحتلال باعتقال 900 فلسطيني من الضفة الغربية حتي الآن، فضلاً عن اعتقال العشرات من قطاع غزة.