تتواصل العملية الإسرائيلية ضدّ قطاع غزة في ظلّ ارتفاع مستمر لعدد القتلي والمصابين، في وقت تزايد خلاله الحديث عن محاولات قطر القفز علي مبادرة التهدئة المصرية، وذلك عبر تقديم مبادرة جديدة تجيّر بها رعاية واشنطن للتهدئة، علي الرغم من معرفتها مسبقًا بالانحياز الأمريكي الكبير لإسرائيل. وبحسب صحيفة 'العرب' اللندنية، قال جمال الشوبكي، السفير الفلسطيني بالقاهرة، اليوم الاثنين، إنّ ما تمّ تناقله بشأن مبادرة قطرية للتهدئة ووقف العدوان الإسرائيلي علي غزة، يحمل تقريبًا مضمون المبادرة المصرية، غير أنه يتحدّث بلغة تجعل من الولاياتالمتحدة الأميركية راعية للمبادرة والتهدئة، ونحن والجميع يعلم أن واشنطن في الصراع العربي الإسرائيلي طرف منحاز للاحتلال. وأضاف الشوبكي أن من يعتمد علي أمريكا متجاهلًا مصر في القضية الفلسطينية مخطئ، فالجغرافيا السياسية وتاريخ القضية الفلسطينية يؤكدان أنّ مصر طرف رئيسي وأنه لا مفاوضات بدونها. واستطرد 'أرجو ألّا تكون هناك حسابات سياسية وارتباطات خارجية تقف خلف هذه التحرّكات ومواقف أطراف الأزمة، فالدم الفلسطيني أغلي وأثمن من أن يكون ثمنًا لمواقف ومكاسب سياسية'. وبشأن التفسيرات التي تقدّمها حماس وبعض الفصائل الأخري بما يُعيق تفعيل المبادرة المصرية، قال الشوبكي: هناك استيضاحات من قبل حماس وعدد من الفصائل في غزة حول بعض البنود، من بينها التنصيص علي فتح المعابر، وحماية حق الشعب الفلسطيني في الحركة حتي حدود إسرائيل لتسهيل عمل المزارعين، والمدي المسموح للصيادين بالتحرّك فيه بالبحر، والإفراج عن الأسري الذين قام الاحتلال بأسرهم عقب إعلانه اختفاء ثلاثة مستوطنين ومعظمهم من المفرج عنهم في صفقة جلعاد شاليط، وهم لم يرتكبوا جرما كي يتمّ أسرهم ولا بدّ من إطلاق سراحهم. وأوضح الشوبكي: هذه المطالب تنصّ عليها بالفعل المبادرة المصرية، وتضمّنها البيان الرئاسي المشترك الذي أعلن في القاهرة عقب لقاء الرئيس أبو مازن بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كما أنّ المبادرة المصرية المطروحة لإنهاء العدوان المستمرّ حتي الآن، تكاد تتطابق مع المبادرة المصرية التي قبلتها حماس عام 2012، بنفس البنود وذات اللغة المستخدمة في صياغتها، ومصر تدعم بقوّة المطالب الفلسطينية ومن ضمنها خاصة قضية الأسري.