أرجع يسري العزباوي، الباحث في الشأن الفلسطيني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، موقف حركة المقاومة الفلسطينية حماس لمبادرة التهدئة التي طرحتها مصر لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل إلى سببين، أولهما انتماء الحركة لجماعة الإخوان المسلمين التي هى على خلاف مع القيادة المصرية الحالية، والثاني أن حماس أعلنت من قبل أنها لن تقبل تفاوضا إلا من خلال تركيا وقطر، الدولتان الممولتان للحركة. وحذر العزباوي، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، من تبعات الموقف "الحمساوي"، وأنه سيبرر اجتياح إسرائيل بريا لقطاع غزة من جانب، وسيبعث برسالة للعالم أن مصر لم تعد قادرة على ممارسة دورها الإقليمي بقوة، خاصة فيما يخص القضية الفلسطينية. وأكد أن حماس تخطط أيضا لإحراج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أكثر من مستوى، يبدأ بإجباره على فتح معبر رفح لفترة طويلة أمام كم الحالات الإنسانية الضخمة التي سيخلفها الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة حال رفض حماس للتهدئة. وقال: "كما أن فتح المعبر بهذه الطريقة سيتبعه تسلل عناصر جديدة من حماس لمصر، وسيحدث كثير من الاشتباكات على الحدود المشتركة يراد به إحراج الدولة المصرية وإظهارها أمام العالم كما لو كانت لم تتحرك لحفظ أمن حدودها، فضلا عن محاولة توريط الجيش المصري في هذه الحرب". وكانت مصر أطلقت أمس، الاثنين، مبادرة لوقف العنف في الأراضي الفلسطينية، وهى المبادرة التي قبلها جميع الأطراف باستثناء بيان صدر عن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس، وصف فيه المبادرة بمبادرة "الخنوع"، وأكد عدم قبوله بها.
