قال مسؤولون وسكان محليون يوم الاثنين إن القوات الأفغانية خاضت معارك ضد جماعة طالبان الإسلامية المتشددة في مقاطعة هلمند في جنوب البلاد للأسبوع الثاني على التوالي. وتسعى القوات الأفغانية لاستعادة السيطرة على المنطقة الاستراتيجية بعد أسابيع قليلة على مغادرة الجنود الأمريكيين. وتسهم معركة هلمند في رسم صورة عن تردي الوضع الأمني في أفغانستان حيث تسعى حركة طالبان المتشددة - التي حكمت البلاد بين عامي 1996 و2001 - إلى طرد القوات الأجنبية وتأسيس دولة اسلامية. وعلى الرغم من صمود القوات الأفغانية بمساندة القوات الجوية الأمريكية في معظم المواجهات هذا العام غير أنهم سيتركون وحدهم للتصدي لأعمال العنف المسلحة التي تقودها طالبان بعد مغادرة معظم القوات الأجنية البلاد مع نهاية هذا العام. وذكرت الأممالمتحدة أن ولاية هلمند تنتج قرابة نصف محصول أفغانستان من الأفيون حيث ارتفع الإنتاج السنوي قرابة الثلث عام 2013. وقدم المحصول الوفير في العام الماضي دعما ماليا للمتشددين الذين يتمركزون في الجنوب كما دعم أيضا شبكات الجريمة التي تنقل المخدرات عبر الحدود مع ايران. وقال المسؤولون إن كفة المعركة تميل لصالح قوات الأمن الأفغانية التي استعادت السيطرة هذا الأسبوع على معظم مقاطعة سانجين وهي جزء من طريق الأفيون التجاري باتجاه الغرب. ولم يؤيد سكان محليون هذا الرأي وقالوا إن مقاتلي طالبان استمروا في شن الهجمات على الشرطة والجيش من مخابئهم في القرية. وقال حاكم مقاطعة سانجن سليمان شاه لرويترز "القتال مستمر إنما ليس بالكثافة التي كان عليها قبل ثلاثة أو أربعة ايام وبشكل عام فان الوضع الأمني تحت السيطرة." وأضاف أن القوات الأفغانية المتمركزة في المنطقة نفدت منها الذخيرة والطعام ولكن الإمدادات وصلت لاحقا. وبدأت طالبان هجومها على المنطقة قبل عشرة أيام عندما هاجم نحو ألف مقاتل مكاتب الحكومة ومراكز الشرطة في المقاطعة اثر مغادرة القوات الأمريكية في مايو أيار الماضي. ولم يتسن التأكد من أعداد القتلى ولكن قوات الأمن قدرت مقتل حوالي 50 رجل شرطة وعسكري ومدني في الأيام الأولى من القتال. وقال الزعيم القبلي في سانجن محمد هاشم سانجينزوي إن طالبان غيرت استراتيجيتها هذا الأسبوع من المواجهة المباشرة إلى زرع العبوات الناسفة في الشارع ومن ثم اللجوء إلى قرى في مقاطعة كاجاكي شمال المنطقة. وقال "يخرج مقاتلو طالبان من مخابئهم ويزرعون العبوات الناسفة على جوانب الطرقات ثم يلوذون بالفرار. وهو ما أدى إلى مقتل اثنين على الأقل من رجال الشرطة المحليين." ومن غير المؤكد ما إذا كانت كتيبة أمريكية صغيرة ستبقى في أفغانستان بعد هذه السنة إذ رفض الرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي التوقيع على اتفاقية أمنية مع واشنطن. وتعتمد افغانستان وقواها الأمنية التي يبلغ عددها 350 ألف جندي بالكامل على المعونات الأجنبية في دخلها ومن المتوقع أن تتراجع الهبات الدولية مع غياب الوجود الأمريكي العسكري على الأرض.