بدأ أئمة ووعاظ سجون في فرنسا بحث سبل تعزيز مكافحة تطرف شبان مسلمين في البلاد، بعد أن صدمهم قتل إسلامي فرنسي أربعة أشخاص بالرصاص عند متحف يهودي في بروكسل. وقال حوالي 30 إماما من جنوب شرق فرنسا أثناء اجتماع في افينيون يوم الأربعاء إنه يلزم اتخاذ تحرك بصورة عاجلة لأن التقارير تفيد أن حوالي 300 شاب من مسلمي فرنسا غادروا منطقتهم للقتال إلى جانب قوات جهادية في سوريا. وبحث اجتماعهم خيارات عملية مثل تركيب كاميرات مراقبة في المسجد لرصد من يجندون جهاديين وتوحيد خطبة الجمعة. وستلي الاجتماع جلسات أخرى في مناطق مختلفة خلال الشهور القادمة. وعقد في باريس في مطلع الأسبوع اجتماع لوعاظ السجون التي تمثل أرضا خصبة لتجنيد الشبان لتبني الفكر المتشدد. وحث الاجتماع الدولة على دعم الوعاظ بالمساعدة في تدريبهم ودفع رواتب أساسية لهم مقابل العمل مع نزلاء السجون. وقال فريد دروف، وهو إمام من مونبلييه متحدثا للاذاعة الفرنسية في افينيون، "يوجد شبان في منطقتي يغادرون إلى سوريا. نحتاج جهدا مشتركا لمحاربة ذلك." وقال خالد بلخاطر إمام كاربنتراس "لدينا 300 شخص غادروا إلى سوريا من بروفنس آلب-كوت دازور" في جنوب شرق فرنسا. وأضاف "هذا يجعل فعلا أجراس الانذار تدق بالنسبة لنا." وشعر المسؤولون الأوروبيون بالانزعاج من تدفق متطرفين إسلاميين أوروبيين إلى سوريا ومقتل أربعة أشخاص يوم 24 مايو أيار في بروكسل عند متحف يهودي وهو هجوم يفترض أن الجاني فيه مسلم فرنسي في التاسعة والعشرين من العمر أمضى خمس فترات في السجون الفرنسية قبل أن يقاتل في سوريا. وحذر كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره قبل أيام من الخطر الذي يمثله الجهاديون الأوروبيون العائدون من القتال في سوريا. ويمثل مسلمو فرنسا البالغ عددهم خمسة ملايين شخص أكبر أقلية إسلامية في دولة أوروبية، وهم في غالبيتهم الساحقة مواطنون ملتزمون بالقانون معارضون للتطرف، لكنهم منقسمون والمبادرات على مستوى الدولة مثل اجتماعات الأئمة أمر نادر. وقال محمد موسوي وهو رئيس سابق للمجلس الوطني للمسلمين في فرنسا وزعيم نقابة المساجد الفرنسية التي رعت اجتماع افينيون "يجب أن يتحرك المسلمون لوقف هذا التشويه لصورة الإسلام والمسلمين." وأشار إلى أن أكثر من مليون مسلم فرنسي يحضرون صلاة الجمعة ودعا إلى تشديد لغة الخطب ضد التطرف. وتساءل قائلا "في قضايا معينة لماذا لا تكون الخطبة موحدة لكي تصدر الرسالة مدوية وواضحة؟". والنقابة التي يقودها موسوي جزء من شبكة واسعة من المساجد الفرنسية التي تحصل على دعم مغربي. وتخطط النقابة لعقد خمسة اجتماعات أخرى للأئمة في مناطق أخرى لصياغة خطة عمل في الخريف. وقالت وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا الأسبوع الماضي إن شرطة السجون حددت 90 نزيلا كمتطرفين إسلاميين محتملين ضمن آلاف النزلاء المسلمين في السجون الفرنسية. ويشكو 169 واعظا مسلما يعملون في السجون من أنهم لا يستطيعون تلبية احتياجات النزلاء المسلمين الذين يمثلون في الغالب نصف النزلاء أو أكثر في حين يوجد عدد أكبر من الوعاظ الكاثوليك أو البروتستانت يقدمون التوجيه لعدد أقل من النزلاء المسيحيين. وأشاروا إلى أن الكنائس تدعم ماديا الوعاظ المسيحيين العاملين لدى السجون في حين لا توجد مؤسسات تقدم مساعدة شبيهة للوعاظ المسلمين. وفي ظل نقص الوعاظ المدربين للرد على التساؤلات الدينية يصبح بعض النزلاء من الشبان المسلمين فريسة سهلة لمن ينشرون الأفكار المتطرفة. وقالوا في بيان بعد اجتماعهم في مطلع الأسبوع "وجودنا في السجون مفيد." وأضافوا "حان لوقت لضمان ظروف (جيدة) لعملنا... بغض النظر عن المؤسسات التي ترعانا."